للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أربابها ينفذ إليهم في أيّام العنب والتين، لكلّ مسجد قفص تين وقفص عنب، وأيّام الرطب رطبا، وفي ليالي الوقودات لكلّ مسجد خروف شواء وسطل جوذاب (١)، وجام حلواء، لا سيّما إذا كان يعمل جفان القطائف المحشوّة باللوز والسكّر والكافور والمسك، وفيها شيء بالفستق.

ويستدعي من لا يقدر على ذلك من أهل الجبل والقرافة وذوي البيوتات والمنقطعين. ويأمر بسكب الخلّ والشيرج (٢) عليها ويأمرهم بالقعود عليها والأكل والحمل منها. وكان يلتذّ بمن يأكل طعامه ويستدعي برّه.

وأنشأ مسجدا (٣) بالجبل الذي يقال له سطح الجرف حيث قلعة الجبل الآن. وحلف على الخليفة الحافظ لدين الله أبي الميمون عبد المجيد فيه في سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، وعمل له فيه ضيافة للعسكر وسماطا للأمراء وكافّة الرؤساء، وكان شيئا عظيما أنفق فيه جملا مستكثرة.

وتوفّي [ ... ].

١٣٩٢ - الخضر عليه السلام (٤)

الخضر، صاحب موسى عليه السلام.

اختلف في اسمه وفي اسم أبيه فقيل: خضر بن آدم عليه السلام لصلبه. وقيل: اسمه معمّر بن

مالك بن عبد الله بن نصر بن الأزد. وقيل:

الخضر من ولد العيص بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن صلوات الله عليه. وقيل: اسمه بليا (٥). وقيل: إيليا بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح. وقيل: اسمه إرميا بن طيغا. وقيل: بل هو من الفرس.

وقيل: هو الخضر بن ملكاني بن فالغ. وقيل:

اسم الخضر بليا بن ملكان بن فالغ. وقيل: هو خضرون بن عمائيل بن الغزّ (٦) بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام.

وعن ابن عبّاس رضي الله عنه أنّه قال: الخضر ابن آدم لصلبه، ونسئ له في أجله حتى يكذّب الدجّال.

وقيل: إنّما سمّي الخضر خضرا لأنّه إذا صلّى في مكان اخضرّ ما حوله.

وقيل: سمّي الخضر خضرا لحسنه وإشراق وجهه. وقيل: اسمه خضرون بن قابيل بن آدم.

وذكر ابن إسحاق أنّ آدم عليه السلام لمّا حضره الموت جمع بنيه فقال: يا بنيّ، إنّ الله منزل على أهل الأرض عذابا، فليكن جسدي معكم في المغارة حتّى إذا هبطتم فابعثوا بي وادفنوني بأرض الشام- فكان جسده معهم. فلمّا بعث الله نوحا ضمّ ذلك الجسد. وأرسل الله الطوفان على أهل الأرض [٤٣٨ أ] فغرقت الأرض زمانا. فجاء نوح حتى نزل ببابل وأوصى بنيه الثلاثة- وهم سام وحام ويافث- أن يذهبوا بجسد آدم إلى الغار الذي أمرهم أن يدفنوه فيه. فقالوا: الأرض وحشة لا أنيس بها ولا نهتدي الطريق، ولكن نكفّ حتى


(١) في المخطوط: صطل بالصاد. والجوذاب: ضرب من الأطعمة بالأرز والحلوى (دوزي).
(٢) دهن الشيرج، وهو حبّ الجلجلان، من الأبزار المفوّحة.
(٣) مسجد شقيق الملك موصوف في الخطط، ٤/ ٣٢١ أو ٢/ ٤٤٥ بنفس الكلام.
(٤) دائرة المعارف الإسلامية ٤/ ٩٣٤ - مختصر ابن منظور ٨/ ٥٧ (٢٣) - مروج الذهب ١/ ٩٢. قصص الأنبياء نشر عبد القادر أحمد عطا ٢/ ١٣١ و ٢٠٠.
(٥) في المختصر: إيليا.
(٦) في المختصر: ابن البقر. وفي هوامشه: ابن النون وابن النور.

<<  <  ج: ص:  >  >>