للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال:

مذهبي في أخذ كأس من صبيّ ... معجب يزهى بخدّ مذهب

جمدت في خدّه [أدمعه] ... بل جرت من خدّه في العنب

وبدا كالثغر منها حبب ... بل بدا ثغر له كالحبب

سكرت بل أسكرت ألحاظه ... طربي من سكرها! بل حربي!

مرضت في صحّة أجفانه ... عجبي يا قوم منها عجبي!

كلّما يعجبني أنشد من ... لا مني فيه بقلب وصب:

أيّها العذّال لي لم تعلموا ... من صبيّ تلفت فيه نصبي (١)

سمته في قبلة أطفي بها ... من غليلي بعض حرّ اللهب

فتأبّى قائلا لي: قد يرى ... أثرا منها على خدّي أبي

فتلفّت وأهويت له ... كاختلاس الطير عذب المشرب

فتلظّى حنقا لي قائلا: ... سوف تدري يا قليل الأدب

عقرب الصّدغ الدغي قبلته ... فكذا عندي جزاء المذنب

أدركوني يا لقومي إنّني ... ميّت من سمّ تلك العقرب!

وأنشدني لنفسه ارتجالا في محمل الكيزان الذي يعلّق في الهواء لتبريد الماء وهو من النحاس، ويسمّى العنكبوتة [الطويل]:

وكالنار من سرّ التراب كيانها ... تعدّ لماء في هواء معدّل

تجمّعت الأضداد أربعة بها ... بأعدل من جمع الطباع وأفضل

نياط إليها من بنيها أصاغر ... كمثل مهاة حين ترضع مطفل

ترى كلّ خلف لا يدرّ وطلقة ... يدرّ عليه بالرحيق المسلسل

إذا أبصرتها العين في حسن شكلها ... ورفعتها والمنظر المتجمّل

رأيت الثريّا علّقت في فضائها ... «بأمراس كتّان إلى صمّ جندل» (٢)

وإن أرسلت جاءت معا بنجومها ... كما انفضّت الجوزاء للمتأمّل

توفّي يوم السبت ثالث عشر محرّم سنة إحدى وخمسين وستّمائة بالقاهرة ودفن من يومه بباب النصر، رحمه الله تعالى، وقد طرش وعمي.

وقال [البسيط]:

لا تعتبنّ على بخل مغاربة ... طباع أنفسهم تبدي الذي فيها

فالشمس تبذل في الدنيا أشعّتها ... حتى إذا وصلت للغرب تخفيها

٦٨٣ - ابن صلاح الدين الأيّوبيّ [٥٧٧ - ٦٣٤]

أحمد بن يوسف بن شادي بن مروان، الملك المحسن، معين الدين (٣)، أبو العبّاس، ابن الملك الناصر صلاح الدين أبي المظفّر، ابن نجم الدين، الأيّوبيّ، الكرديّ.


(١) في المخطوط: مصبي، ولعلها نصبي، ومع ذلك لا يستقيم الوزن ولا يتضح المعنى.
(٢) تضمين لشطر من معلّقة امرئ القيس.
(٣) في الشذرات ٥/ ١٦٢: عين الدين وكذلك في العبر ٥/ ١٣٦ (سنة ٦٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>