[١٥٢ ب] له: ادع الله لهارون هذا بالصلاح والإصلاح والمراقبة.
فدعا لي. ثمّ انتهبت وأنا مسرور بذلك، فما تقول أنت في الشافعيّ؟
فقلت: يا أمير المؤمنين، أنا رحل كوفيّ، وإنّي أدين الله بحبّ محمد بن إدريس الشافعيّ، وأخذي كثير [ا] من أقوالي من قوله.
فقال: سررتني يعلم الله.
فأخذ الناس في الدعاء له، فقال: عزمت أن أكتب إليه بهذا- يعني الشافعيّ- وأمر له بمال جزيل. (قال الكسائيّ): فلمّا ركبت لحق بي محمد بن الحسن فقال لي: يا أبا الحسن، حملت على أهل بلدك اليوم!
فقلت له: ما قلت إلّا ما يعلمه الله منّي في الشافعي.
فامتقع لونه، ثم افترقنا.
وعن الأصمعيّ: سمعت أمير المؤمنين المأمون سنة أربع عشرة ومائتين يقول: لقد خصّ الله تعالى محمد بن إدريس الشافعيّ بالورع والعلم والفصاحة والأدب والصلاح والديانة. ولقد سمعت هارون أبي يتوسّل إلى الله به، والشافعيّ حيّ يرزق.
[كتب الشافعيّ]
وعن أبي ثور: كتب عبد الرحمن بن مهدي إلى الشافعيّ، وهو شابّ أن يضع له كتابا فيه معاني القرآن، ويجمع قبول الأخبار فيه، وحجّة الإجماع، وبيان الناسخ والمنسوخ من الكتاب والسنّة. فوضع له كتاب الرسالة. فقال عبد الرحمن بن مهديّ: ما أصلّي صلاة إلّا وأدعو للشافعيّ فيها.
وعن رسته الأصبهانيّ: سمعت عبد الرحمن ابن مهديّ يقول: لمّا نظرت في كتاب الرسالة لمحمّد بن إدريس، أذهلتني، لأنّي رأيت كلام رجل عاقل فقيه ناصح. وإنّي لأكثر الدعاء له.
وفي رواية: إنّي لأدعو الله للشافعيّ في كلّ صلاة أو في كلّ يوم، لما فتحه الله عليه من العلم ووفّقه للسداد فيه.
وعن أبي بكر بن خلّاد: سمعت عبد الرحمن ابن مهدي يقول: أنا أدعو الله في دبر صلواتي للشافعيّ- وفي رواية: ما أصلّي صلاة إلّا وأدعو الله فيها للشافعيّ.
وعن الحارث بن سريج النفّال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: أنا أدعو الله للشافعيّ، أخصّه به- قال الحارث: وأنا حملت كتاب رسالة الشافعيّ إلى عبد الرحمن ابن مهديّ، فأعجب بها وجعل يقول: لو كان أقلّ ليفهم!
وعن محمد بن الفضل: ثنا هارون قال: ذكر يحيى بن سعيد القطّان الشافعيّ فقال: ما رأيت أعقل أو أفقه منه- وعرض عليه كتاب الرسالة له.
وللشافعيّ من الكتب:
كتاب المبسوط في الفقه، رواه عنه الربيع والزعفرانيّ، ويحتوي على كتاب الطهارة والصلاة والزكاة [وكتاب الصيام] والحجّ والاعتكاف.
وله غير هذا الكتاب:
كتاب [قسم] الفيء والغنيمة، وكتاب الكلام والمتكلّمين، وكتاب القرآن، وكتاب المجالسات، وكتاب الرسالة المصريّة، وكتاب [١٥٣ أ] الطهارة، وكتاب الإمامة، وكتاب استقبال القبلة، وكتاب الجمعة، وكتاب صلاة الخوف، وكتاب العيدين، وكتاب صلاة الخسوف، وكتاب الاستسقاء، وكتاب المرتدّ الصغير والكبير، وكتاب الزكاة، وكتاب فرض الزكاة، وكتاب أحكام القرآن،