للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدين، أحمد المماليك البحريّة الصالحيّة. تنقّل في الخدم إلى أن صار من أمراء مصر. وكان من الحجّاب في الأيّام الظاهرية بيبرس. وكان يعتمد عليه ويثق به. وبعثه إلى أبغا ملك التتار، وإلى غيره.

فلمّا ملك قلاوون جعله حاجب الحجّاب وعظم خبزه وكبرت منزلته، واعتمد عليه في مهمّاته، وبعثه لتحليف الفرنج بعكّا عند ما هادنهم في المحرّم سنة ثمانين وستّمائة.

ولم يزل مقرّبا جليل القدر إلى أن حجّ وعاد.

فتوفّي عقيب عوده في ليلة الجمعة العشرين من شهر ربيع الأوّل سنة سبع وثمانين وستّمائة.

وكان من حسنات الدهر، مقرئا، سمع الحديث من ابن المقيّر، وحدّث بدمشق والقاهرة [٢٢٨ ب].

[٨٥٢ - أياز البانباشي [- ٦٣٣]]

[٢٣٥ أ] الأمير فخر الدين، أحد الأمراء الكبار في الدولتين العادليّة والكامليّة.

مات ببلاد الجزيرة في شهر ربيع الأوّل سنة ثلاث وثلاثين وستّمائة.

٨٥٣ - أياز- ويقال إياس- الأمير فخر الدين (١)

[٢٣٥ أ] كان أستادار الوزير سنقر الأعسر. فلمّا مات عزّ الدين أيدمر الرشيدي أستادار الأمير سلّار النائب جعله أستداره من بعده، إلى أن قبض على سلّار فتسلّم إياز الأمير علم الدين سنجر الخازن شادّ الدواوين ليصادره. فبعث إليه بألف دينار، وللوزير فخر الدين عمر بن الخليليّ بألف دينار.

فأمّا الخازن فاستقبح أخذها وردّ عليه ردّا جميلا.

وقبل الوزير الألف التي بعثها إليه فلم تمض غير أيّام يسيرة حتى عزل ابن الخليلي من الوزارة [٢٣٥ ب] بالأمير بكتمر الحساميّ، وعزل الجاولي من شدّ الدواوين (٢) بإياز هذا، وتسلّمهما ليصادرهما. فبعث الخازن إليه بألف دينار فردّها وقال لقاصده: سلّم عليه وقل له: ما لنا عنده شيء.

وبعث إليه ابن الخليلي بألف دينار فأخذها وقال لقاصده: عرّفه أنّي أخذت وديعتي (٣) التي كان أخذها منّي (٤).

٨٥٤ - فخر الدين أياز [- ٧٥٠] (٥)

[٢٣٥ ب] أياز، [الأمير فخر الدين]، السلاح دار الناصريّ.

كان من الأرمن، فأسلم على يد السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون وتنقّل في الخدم حتى عمله من جملة مشدّي العمارة. ثمّ أخرج على إمرة عشرة بطرابلس؛ ونقل على إمرة دمشق في أواخر أيّام الأمير تنكز، فأقام بها حتى توجّه صحبة الأمير منكلي بغا الفخريّ إلى مصر في نوبة الناصر أحمد. فأنعم عليه بإمرة طبلخاناة بدمشق، فعاد إليها.

ثم ولي شدّ الدواوين بها عوضا عن الأمير ينجي، وعمل الشدّ جيّدا.

وعزل في نيابة الأمير طقزدمر. وعمل حاجبا


(١) السلوك ٢/ ٨٩.
(٢) كان العزل في سنة ٧١٠، السلوك ٢/ ٨٩.
(٣) في المخطوط: وداعتي. والإصلاح من السلوك ٢/ ٩٠.
(٤) لم نتثبّت من اسم أياز ولا من تاريخ وفاته. ولعله أياز الشمسي المتوفّى سنة ٧٢٢ حسبما في السلوك ٢/ ٢٣٩.
(٥) الوافي ٩/ ٤٥٩ (٤٤١٥)، وأعيان العصر ١/ ٦٨٨ (٣٤٨)، الدرر ١/ ٤٤٨ (١٠٩٣)، المنهل ٣/ ١١٩ (٥٦٦)، السلوك ٢/ ٨٠٣، ٨١٣، النجوم ١٠/ ٢٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>