عليّ وصافحني وخلع خاتمه فجعله في إصبعي.
وكان لي عمّ ففسّرها لي وقال: فأمّا مصافحتك لعليّ [ف] أمان من العذاب. وأمّا خلعه لخاتمه فجعله في إصبعك فسيبلغ اسمك ما بلغه اسم عليّ في الشرق والغرب. (قال الربيع): والله لقد فشا ذكر الشافعيّ في الناس بالعلم، كما فشا ذكر عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
وقال ابن أبي حاتم: حدّثنا أحمد بن عثمان النحويّ النّسويّ قال: سمعنا أبا محمد قريب الشافعيّ يقول: سمعت إبراهيم بن محمد الشافعيّ يقول: حبس الشافعيّ مع قوم من الشيعة بسبب التشيّع، فوجّه إليّ يوما فقال: ادع لي فلانا المعبّر فدعوته فقال: رأيت البارحة كأنّي مصلوب على قناة مع عليّ بن أبي طالب.
فقال له: إن صدقت رؤياك شهرت وذكرت وانتشر أمرك.
(قال): ثمّ حمل إلى الرشيد معهم، فكلّمه ببعض ما خلبه به فخلّى عنه.
وعن هارون بن سعيد الأيلي: قال لنا الشافعيّ: أخذت اللبان سنة للحفظ، فأعقبني صبّ الدم سنة.
[[ثناء العلماء عليه]]
وعن عبد الرحمن بن مهديّ: سمعت مالكا يقول: ما يأتيني قرشيّ أفهم من هذا الفتى- يعني الشافعيّ-.
وعن عمرو بن عبّاس: سمعت عبد الرحمن بن مهديّ- وذكر الشافعيّ- فقال: كان شابّا فهما- وفي رواية: قيل لعبد الرحمن بن مهديّ: إنّ الشافعيّ لا يورث المرتدّ. فقال: الشافعيّ شابّ مفهم، لأنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: لا يتوارث أهل ملّتين.
وقال هلال بن العلاء: الشافعيّ أصحاب الحديث عيال عليه، فتح لهم الأقفال.
وقال أبو عبيد [١٤٧ ب] القاسم بن سلّام: ما رأيت قطّ رجلا أعقل ولا أورع ولا أفصح من الشافعيّ.
وقال يونس بن عبد الأعلى: ما رأيت أحدا أعقل من الشافعيّ، ولو جمعت أمّة فجعلت في عقل الشافعيّ، لوسعهم عقله. (قال): وناظرت الشافعيّ يوما في مسألة فافترقنا. ولقيني فأخذ بيدي وقال لي: يا أبا موسى، [أ] لا يستقيم أن نكون إخوانا وإن لم نتّفق في مسألة؟
وعن أبي عبد الله الصاغانيّ: سألت يحيى بن أكثم عن أبي عبيد القاسم بن سلّام والشافعيّ:
أيّهما أعلم عندك؟
فقال: أبو عبيد كان يأتينا ههنا كثيرا، وكان رجلا إذا ساعدته الكتب كان حسن التصنيف من الكتب ويزيّنها بحسن ألفاظه لاقتداره على العربيّة. وأمّا الشافعيّ، فقد كان عند محمد بن الحسن كبيرا في المناظرة: فكان رجلا قرشيّ العقل والفهم والذهن صافي العقل والفهم والدماغ سريع الإصابة، ولو كان أكثر سماعا للحديث لاستغنت أمّة محمد صلّى الله عليه وسلّم به عن غيره من الفقهاء.
وعن الربيع: لو وزن عقل الشافعيّ بنصف عقل أهل الأرض لرجح بهم، ولو كان في بني إسرائيل، لاحتاجوا إليه.
وعن معمّر بن شبيب: سمعت المأمون يقول:
قد امتحنت محمد بن إدريس في كلّ شيء فوجدته كاملا.
وقال المزنيّ: قال لي الشافعيّ: حضرت مالك بن أنس وأنا أسمع منه الحديث، ولي دون الأربع عشرة سنة. فجاءه رجل فوقف عليه ثمّ قال: إنّي رجل أبيع القماريّ، فبعت قمريّا على