للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

همذان، فكان يمشي في كلّ يوم وليلة اثني عشر فرسخا.

وقال ابن ناصر: محمّد بن طاهر كان لحنة وكان يصحّف. قرأ: «وأنّ جبينه ليتقصّد» بالقاف، فقلت: إنّما هو يتفصّد، بالفاء. فكابر وقال: ما هو إلّا بالقاف.

وقال شجاع بن فارس الذهليّ: مات محمّد بن طاهر المقدسي الحافظ عند قدومه من الحجّ في يوم الجمعة لليلتين [بقيتا] من شهر ربيع الأوّل.

وقال أبو الفضائل عبد الله بن محمّد بن أحمد بن عبد الباقي المعروف بابن الخاضبة:

مات في ضحى يوم الخميس عشرين شهر ربيع الأوّل سنة سبع وخمسمائة. (قال): وله حجّات كثيرة على قدميه ذاهبا وجائيا وراحلا وقافلا.

وكان له معرفة بعلم التصوّف وأنواعه، متفنّنا فيه ظريفا مطبوعا. وله تصانيف حسنة مفيدة في علم الحديث.

وقيل: مات سنة ثمان وخمسمائة، وقول ابن الخاضبة أصحّ.

٢٣٧٩ - محمّد بن طاهر صاحب شرطة مصر [- ٣١٠] (١)

[٢٨٥ أ] [ ... ] ولمّا صرف عيسى بن محمّد النوشريّ أمير مصر يوسف بن إسرائيل عن الشرط جعل محمّد بن طاهر مكانه لأربع خلون من رمضان سنة خمس وتسعين ومائتين. ومات النوشريّ، فولي مصر بعده أبو منصور تكين فأقرّه على الشرط.

وأخرجه على طائفة من الجند إلى مدين لقتال رجل قام بها من آل أبي طالب، فأتي به لأربع

خلون من شعبان سنة ثلاثمائة.

فلمّا ولي أبو الحسن ذكاء الأعور الروميّ بعد تكين صرفه عن الشرط بوصيف الكاتب يوم الثلاثاء سادس عشر رمضان سنة خمس وثلاثمائة.

ثمّ أعاده لعشر بقين من صفر سنة سبع وثلاثمائة.

ومات ذكاء، وأعيد تكين إلى ولاية مصر، فأقرّه إلى أن صرف تكين عن مصر بهلال بن بدر، فشغب الجند عليه فاتّهم محمّد بن طاهر بأنّه أفسد عليه الرجّالة، وكان صاحبهم، فطلبه فاستتر. ثمّ ظهر عليه وعلى أخيه أبي الفتح أحمد بن طاهر، فمضى بهما إلى هلال فقتلهما لأربع بقين من صفر سنة عشر وثلاثمائة.

٢٣٨٠ - الشهيد التدميريّ [- ٣٧٩] (٢)

[٢٨٥ ب] محمّد بن طاهر، أبو عبد الله، ابن أبي الحسام، القيسيّ، التدميريّ، ويعرف بالشهيد.

كان عظيم القدر جدّا بالأندلس، بعيد الأثر في الخير والصلاح والعلم والنسك والانقطاع إلى الله تعالى. وكان من وجوه أهل كورة تدمير وفي بيوتها الرفيعة. وبرع بخصاله المحمودة، فكان في نفسه فقيها عالما زاهدا خيّرا ناسكا متبتّلا، نشأ على الاستقامة والصلاح والاهتداء والدّعة.

وطلب العلم في حدثان سنّه ورحل إلى قرطبة، فروى الحديث وتفقّه وناظر، وأخذ بحظّ وافر من علم المسألة والجواب. وكان أكثر علمه وعمله الورع والتشدّد فيه والتحفّظ بدينه ومكسبه، ورسخ في علم السنّة.

وارتحل إلى المشرق فمرّ بمصر حاجّا. وأقام بالحرمين ثمانية أعوام يتعيّش فيها من عمل يده


(١) الكندي ٢٧٣، وبعد العنوان بياض بنحو ثلاثة أسطر.
(٢) نفح الطيب ٢/ ٢٣٤ (١٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>