للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بوصيّة أبيه في يوم [الاثنين حادي عشر] (١) المحرّم سنة خمس وتسعين [وخمسمائة]، وقام الأمير الطواشي بهاء الدين قراقوش الأسديّ بأمره وحلّف له الأمراء. ثمّ اختلفوا على قراقوش ولم يرضوه، وتعصّب معه جماعة. ثمّ اتّفقوا وكاتبوا الأفضل عليّ بن صلاح الدين ليكون الأتابك عوضا عن قراقوش. فحضر وقد شرطوا عليه أن يدبّر أمر المنصور مدّة سبع سنين ولا يرفع فوق رأسه السنجق ولا يذكر اسمه في الخطبة ولا على السكّة. فخالف الأمير فخر الدين جهاركس على الأفضل، وخرج من أرض مصر إلى القدس، ومعه الأمير زين الدين قراجا، وأسد الدين قراسنقر وشجاع الدين طغرل السلاح دار فوافقهم الأمير صارم الدين نائب القدس، وعزّ الدين أسامة، وميمون القصريّ، وكاتبوا الملك العادل سيف الدين أبا بكر ابن أيّوب يستدعونه لأتابكيّة المنصور. واستولى الأفضل على جميع أمور الدولة بحيث لم يبق للمنصور سوى مجرّد الاسم فقط. ففرّ من بقي بمصر من الأمراء الصلاحيّة إلى فخر الدين جهاركس [بالقدس]. وقبض الأفضل على جماعة وسار من القاهرة في ثالث رجب بالمنصور واستخلف الأمير أيازكوج الأسدي على القاهرة ونزل على دمشق. فأتاه العادل من ماردين واستمال الأمراء وملك دمشق. فحاصره الأفضل والمنصوريّ حتى غلت الأقوات. وجرت أمور قد ذكرت في ترجمة الأفضل والعادل (٢) آلت إلى عود الأفضل والمنصور إلى بلبيس خامس عشرين ربيع الأوّل سنة ستّ وتسعين وخمسمائة [وجاء] العادل

من دمشق. وواقع الأفضل وهزمه إلى القاهرة، فدخلها المنصور يوم الثلاثاء سابع ربيع الآخر بعد ما أقاما على بركة الجبّ ثمانية أيّام، وقد انحلّ أمره، فخرج من القاهرة ودخلها العادل في ثامن عشره وعمل أتابكيّة المنصور، ثمّ نقض ذلك في حادي عشرين [٩٩ ب] شوّال.

وحدّث الأمراء في خلع المنصور فخلعوه وأقاموا عوضه عمّه الملك العادل، فكانت مدّة سلطنة المنصور سنة وتسعة أشهر تنقص عشرة أيّام، ليس له فيها أمر ولا نهي.

ثمّ إنّ العادل أخرجه من القاهرة في سنة تسع وتسعين وخمسمائة إلى الرها، ومعه إخوته وأخواته فأقام بها إلى أن مات سنة عشرين وستّمائة (٣)

، وهو في جملة أمراء ابن عمّه الظاهر غازي ابن العادل صاحب حلب.

٢٦٨٢ - بدر الدين ابن الحدّاد الحنبليّ [- ٧٢٤] (٤)

محمد بن عثمان بن يوسف بن محمد، بدر الدين، ابن الحدّاد، الآمديّ الأصل، المصريّ، الحنبليّ.

تفقّه. وحفظ المحرّر في الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، واشتغل بالحديث.

وغلبت عليه الكتابة. وعيّن لقضاء دمشق فلم يتمّ ذلك.

وخدم الأمير شمس الدين قراسنقر المنصوريّ.

وخرج معه إلى دمشق فولّاه خطابة جامع بني أميّة فخطب فيه يوم الجمعة آخر ذي القعدة سنة تسع وسبعمائة. وولي الحسبة ونظر المارستان النوري


(١) في المخطوط: حادي عشرين. وهذه الأحداث مرويّة في السلوك ١/ ١٤٥، والإكمال منه.
(٢) ترجمة الأفضل عليّ ابن صلاح الدين، والعادل أبي بكر بن أيّوب مفقودتان.
(٣) لم يذكره المقريزيّ في وفيات سنة ٤٢٠ في السلوك ١/ ٢١٤.
(٤) الدرر ٤/ ١٦٤ (٣٩٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>