رمضان منها. وقيل: ولد في سنة ثمان وسبعين، والأوّل أصحّ.
وحدّث عن أبيه الرشيد، وأخيه المأمون. روى عنه إسحاق بن يحيى بن معاذ بن سالم بن دمق، وإسحاق بن إبراهيم الموصليّ، وغيره.
وحجّ بالناس سنة مائتين، ومعه جماعة من القوّاد. وكان قد ثار بمكّة محمد بن جعفر الصادق، والحسن بن الحسن الأفطس، فظهر عليهما وبعث بهما إلى المأمون.
[[ولايته على مصر]]
وعقد له أخوه أمير المؤمنين أبو العبّاس عبد الله المأمون على الشام ومصر وأعمال المغرب، عوضا عن عبد الله بن طاهر، في يوم السبت لتسع خلون من شهر رمضان سنة ثلاث عشرة ومائتين.
وعقد فيه لولده العبّاس ابن المأمون على الجزيرة والثغور والعواصم. وأمر لكلّ من العبّاس، وأبي إسحاق، وعبد الله بن طاهر بخمسمائة ألف درهم.
فبعث أبو إسحاق إلى مصر بأبي الخير بشر بن برد رسولا بولايته، فقدمها يوم الجمعة لسبع عشرة خلت من ذي القعدة [سنة ٢١٣]، وأقرّ عيسى بنيزيد الجلودي عامل عبد الله بن طاهر على الصلاة فقط، وجعل على الخراج بمصر صالح بن شيرزاد، فظلم صالح الناس وزاد عليهم في خراجهم، فانتقض أسفل الأرض وعسكروا.
فبعث الجلوديّ بابنه محمد بن عيسى في جيش لقتال أهل الحوف. فحاربوه على بلبيس وهزموه، فنجا ولم يفلت من أصحابه أحد، وذلك في صفر سنة أربع عشرة [ومائتين].
فولّى أبو إسحاق على مصر عمير بن الوليد التميميّ، وورد كتابه بذلك يوم الأحد لسبع عشرة خلت من صفر، فاستعدّ لحرب أهل الحوف.
وخرج لستّ عشرة خلت من شهر ربيع الآخر وقاتلهم فهزمهم، وقتل كثيرا منهم وتبعهم. فخرج عليه كمينهم فقتلوه.
فولّى أبو إسحاق عيسى الجلوديّ عوض عمير على الصلاة، فسار إلى أهل الحوف وواقعهم بمنية مطر. فمضوا عنه وهو يتبعهم. فلمّا كرّوا عليه رجع منهزما إلى الفسطاط، وأحرق ثقله وخندق على المدينة في رابع شهر رجب.
[[نزوله إلى مصر لقتال الأعراب بالحوف]]
فأقبل أبو إسحاق سائرا من بغداد إلى مصر في أربعة آلاف من أتراكه. فلم يشعر أهل الحوف إلّا بنزوله بين أظهرهم. وكان على اليمانيّة عبد السلام بن [١٧٨ ب] أبي الماضي، وعلى قيس عبد الله بن حليس الهلاليّ، فراسلهم أبو إسحاق ودعاهم إلى الطاعة فامتنعوا عليه، فقاتلهم يوم السبت لعشر بقين من شعبان فهزمهم. ونزل بلبيس يوم الأحد لتسع بقين منه. وبعث في طلب عبد الله بن حليس، وعبد السلام ابن أبي الماضي، فأتي بهما مستهلّ شهر رمضان، فقيّدهما وسجنهما، ثمّ أقامهما للناس وسار إلى الفسطاط، فدخلها يوم الخميس لثمان خلون من شوّال [سنة ٢١٤]، ثمّ خرج إلى الجيزة فدعا بابن حليس وعبد السلام فضرب أعناقهما وصلبهما يوم الاثنين لثنتي عشرة بقيت من ذي الحجّة. وسار متوجّها إلى الشام لغرّة المحرّم سنة خمس عشرة ومائتين في أتراكه ومجمع من الأسارى.
فلقي أبو إسحاق أمير المؤمنين المأمون، وقد خرج من بغداد يريد غزو الروم، فاجتمع به قبل دخوله الموصل فدخل معه إلى الروم وسار إلى