للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فرسه إلى الأرض فابتدره الرجال يتعاورونه بأسيافهم حتى قتل. ورجع الأمير هارون إلى داره، ونهبت دار ترمش وجميع أسبابه.

وكان قتله في [ ... ] (١).

١٠٢٦ - تركان شاه بن بلدكوش [- بعد ٤٦٦] (٢)

ناصر الجيوش، أبو الملوك، ابن سلطان الجيوش.

كان أبوه كبير الأتراك بمصر، واستبدّ بعد قتل ناصر الدولة الحسن [بن الحسين بن حمدان]، إلى أن دخل أمير الجيوش (٣). وقبض عليه المستنصر بالله أبو تميم معدّ وقتله كما ذكر في ترجمته (٤). ففرّ ابنه تركان شاه إلى الشام في عدّة من العساكر، والتجأ إلى أطسز بن أوق الخوارزميّ مقدّم الأتراك بدمشق وأهدى إليه ستّين حبّة لؤلؤ مدحرجة، زنة كلّ حبّة فوق المثقال، وحجرا من ياقوت، زنته سبعة عشر مثقالا، إلى غير ذلك من التحف. وأغراه بملك مصر وأطمعه في أخذه حتّى سار إليها، وكان من خبره ما تقدّم ذكره في ترجمته (٥).

١٠٢٧ - تميم بن المعزّ الفاطميّ [٣٣٧ - ٣٧٤] (٦)

[٣٢٩ أ] تميم بن المعزّ لدين الله أبي تميم معدّ بن المنصور بنصر الله أبي الطاهر إسماعيل بن القائم بأمر الله أبي القاسم محمد بن المهديّ عبيد الله، الأمير أبو عليّ، أكبر أولاد المعزّ.

[[تحويل ولاية العهد منه إلى أخيه عبد الله]]

ولد بالمغرب لستّ بقين من رجب سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة. وعهد إليه أبوه بالخلافة بعده.

فلمّا أخذ مصر جوهر القائد كتب المعزّ إلى جوذر الصقلبيّ، وكان بالمهديّة، يأمره بالوصول إليه.

فلمّا وصل أسرّ إليه أنّه قد ردّ العهد من تميم إلى عبد الله، وكلّف (٧) جوذر بذلك. فلمّا قرب جوذر أمر المعزّ ولده الأمير تميم بن المعزّ أن يخرج في العساكر إلى لقائه لأنّه كان مكينا عنده. فخرج تميم ومعه أخوه عبد الله خلفه حتى قرب من جوذر. فترك جوذر تميما وقصد عبد الله وترجّل وقبّل يده، وقال للناس: هذا مولاي ومولاكم.

فرجع الناس كلّهم وراء عبد الله ورجع تميم وحده، وصار عبد الله وليّ العهد من ذلك اليوم.

وكان الذي دعا المعزّ إلى خلع تميم من العهد أنّه رأى أنّه لا يعقب، وتحرّفه الأدب.

ومات مع زوال الشمس في يوم الثلاثاء ثالث عشر ذي القعدة سنة أربع وسبعين وثلاثمائة (٨) في


(١) في هامش الترجمة هذا التعليق: هكذا تكون مكايد الرجال، وأكره ما يؤتى المرء في خلطائه ومن يظهر له المحبّة والودّ لا سيّما إذا كان ذلك الرجل معروفا بالخبث وال ... فإنّه يتباعد عنه وينفى ... الأبد. جرّبنا ذلك مرارا فدهينا من قبل خلطائنا لا من جهة أعدائنا، لا جزاهم الله خيرا. كتبه حسن العطّار لطف الله به.
(٢) الاتّعاظ ٢/ ٣١٧؛ ابن القلانسيّ ١٠٩.
(٣) بدر الجمالي: ترجمة رقم ٩١١.
(٤) ترجمة المستنصر وترجمة بلدكوش كلاهما مفقودتان.
(٥) أطسز بن أوق: ترجمته رقم ٧٩٦.
(٦) وفيات ١/ ٣٠١ (رقم ١٢٥)؛ الحلّة السيراء (رقم ١٠٨)؛ النجوم ٤/ ١٣٣؛ حسن المحاضرة ١/ ٥٦١؛ المنتظم ١٤/ ٢٦٢ (٢٧٤١).
(٧) انظر خبر هذا التعيين في سيرة الأستاذ جوذر ١٣٩ وترجمتها الفرنسيّة، هامش ٤٦٧.
(٨) وفي بعض المصادر أنّ وفاته كانت سنة ٣٦٨ (البداية والنهاية ١١/ ٢٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>