للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرئيس عماد الدين، أبو الفداء، ابن القاضي شرف الدين، ابن الصاحب فتح الدين، ابن الصاحب عزّ الدين، القيسرانيّ، المخزوميّ.

ولد سنة إحدى وسبعين وستّمائة.

سمع من العزّ الحرّاني، والأبرقوهيّ، والحافظ الدمياطيّ، والتقيّ ابن دقيق العيد. [وحدّث بدمشق] وبرع في كتابة الإنشاء، وباشر توقيع الدست. ثمّ ولي كتابة السرّ بحلب عوضا عن [ ... ] فباشرها [بأبّهة] وتجمّل كبير بحيث ثقل على الأمير الطنبغا نائب حلب وأوهم منه أولاد ابن الأثير، وكانوا يعادونه. فما زالوا به حتّى صرف بعد خمسة أعوام في [ ... ] ونقل إلى دمشق على توقيع الدست بها، واستكتب أولاده في الإنشاء، فأجلّه الأمير تنكز، وكان يقول له في مجلسه: ما هنا مصريّ إلّا أنا وأنت!

وتوفّي بدمشق يوم [ ... ] ذي القعدة سنة ستّ وثلاثين وسبعمائة [وله خمس وستّون سنة].

وكان جميل المحاضرة محبّا لأهل الله معتنيا بهم، ويروي من كراماتهم شيئا كثيرا إلى الغاية.

وكان خيّرا ديّنا مقصدا، فيه تعصّب لمن يترامى عليه ويقصده في حاجة. وله سمت.

ووقع بينه مرّة وبين امرأته ابنة الصاحب تاج الدين محمّد بن حنّا فقالت له دايتها: يا قاضي، ما تعرف من قدّامك! ذي إلّا بنت المقوقس!

فقال لها: وأنا الآخر ابن خالد بن الوليد! (١).

٧٢٨ - مجد الدين ابن كسيرات [- ٦٨٢] (٢)

[١٥٥ أ] إسماعيل بن إبراهيم بن أبي القاسم

عبيد الله، ابن أبي طالب عليّ بن عبيد الله ابن الوزير، أبو الفداء، مجد الدين، ابن كسيرات، الموصليّ، الدمشقيّ.

من بيت الوزارة. كان أبوه وزير الملك المنصور عماد الدين زنكي ابن العادل أرسلان شاه، ابن عزّ الدين مسعود، ابن مودود، ابن زنكي ابن أقسنقر.

وباشر هو نظر الخزانة للملك الرحيم بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل. ثمّ نقله إلى جزيرة ابن عمر لمّا فتحها.

ثمّ قدم إلى دمشق [١٧٨ ب] في صحبة الملك المجاهد إسحاق، وسكنها. وولي نظر برّ دمشق ونظر نابلس، ونظر الزكاة بدمشق. ثمّ نقل إلى صحابة الديوان بها.

وتردّد إلى القاهرة مرارا. فلمّا تسلطن سنقر الأشقر بدمشق ولّاه الوزارة إلى أن انهزم عن دمشق. فقبض عليه، واعتقل على مال يحمله (٣) ثمّ أطلق، ولزم داره إلى أن مات في سابع عشرين شهر رمضان سنة اثنتين وثمانين وستّمائة.

وكان جميل المنظر تامّ القامة، مهابا، وقورا، واسع الصدر، غزير المروءة، كثير التعصّب لمن يقصده، متودّدا إلى أصحابه، مقيما على عهده، لا يزال يقضي حوائج الناس ويتفقّد معارفه وأهل مودّته.

وأنشأ دارا بجبل قاسيون من صالحيّة دمشق.

فلمّا أضرّت به العطلة بعد انهزام سنقر الأشقر، قيل له: لو ذكرت أحد أصحابك من الأمراء لعسى يذكّر السلطان أو نائب دمشق بك، فإن خدمتك وتفضّلك على الناس كثير؟

فأنشد [السريع]:


(١) لأنّه مخزوميّ الأصل. أما الزوجة فقبطية الآباء.
(٢) الوافي ٩/ ٧٤ (٣٩٩١)؛ السلوك ١/ ٧١٩.
(٣) نكب المترجم في صفر ٦٧٩؛ السلوك ١/ ٦٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>