للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومضى بمن معه، وقد حمل أموال أرغون شاه، على [طريق] المزّة وسلك [سهل] البقاع إلى طرابلس.

فورد إلى دمشق مرسوم السلطان بإنكار ما جرى من قتل أرغون شاه والاجتهاد في أخذ الجيبغا.

فخرج عسكر الشام وربطوا عليه الدروب. فلمّا بلغه ذلك خرج من طرابلس، فأدركه عسكرها عند بيروت وقد وقف له أمراء العرب والتركمان والجبليّة وأهل بيروت. فوقف من الثانية من النهار (١) إلى العصر وكرّ راجعا، فوجد عسكر طرابلس، فواقعوه حتى سلّم نفسه. فأسلموه إلى عسكر دمشق. وقد فرّ أياز في ثلاثة أنفار فقبض عليه وقيد بقلعة بعلبك وقدم به وبألجيبغا إلى قلعة دمشق (٢).

وحمل الجيبغا إلى مصر صحبة الأمير [سيف الدين] باينجار الحاجب، فوصل من مصر الأمير [سيف الدين] قجا السلحدار في يوم الأربعاء بكتاب السلطان أن يوسّط الجيبغا وأياز. فركب العسكر في يوم الخميس حادي عشرين شهر ربيع الآخر- الغد- تحت القلعة، ووسّطا وعلّقا.

وكان لألجيبغا من العمر تسع عشرة سنة كما بقل عذاره وطرّ شاربه.

٨٣٢ - الدمر الناصري [- ٧٣٠] (٣)

[٢٠٤ أ] الدمر، الأمير سيف الدين، الناصريّ،

أحد المماليك الناصريّة محمد بن قلاوون.

ترقّى في خدمه حتى صار من أمراء الألوف أمير جاندار. وتوجّه حاجّا صحبة الركب، وقد قدم ركب العراق إلى مكّة صحبة محمد الحويج (٤) من أهل طوريز، وكان صاحب هزل ومجون، فتوصّل بأولاد الأمير جوبان إلى منادمة أبي سعيد بن خربنده ملك العراق، وبعثه في الرسالة إلى مصر.

فراج عند السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون، وتردّد إليه مرارا. فبلغه عنه ما أغضبه فأسرّها في نفسه إلى أن بلغه مسيره بركب الحاجّ من العراق، فكتب إلى الشريف عطيفة بن أبي نميّ أمير مكّة أن يتحيّل في قتله، فأطلع ابنه مبارك بن عطيفة على ذلك في عدّة من قوّاده فاستعدّوا لقتله. وتمهّلوا إلى أن عادوا إلى مكّة بعد قضاء النسك، وقد تقدّم بعض الحاجّ من المصريّين على العادة وتأخّر الأمير خاصّ ترك أمير الحاجّ والأمير الدمر والأمير أحمد ابن خالة السلطان بمكّة لأجل صلاة الجمعة.

فلمّا قام الخطيب على المنبر قصد عبيد عطيفة إثارة فتنة لينالوا غرض السلطان في أمير ركب العراق، وشرعوا في نهب السوقة والباعة وعبثوا بحاجّ العراق وخطفوا من متاعهم، والشريف عطيفة جالس إلى جانب أمير الركب (٥). فصرخ الناس [٢٢٠ أ] وكثر ضجيجهم. فنهض الدمر ومعه جماعة من المماليك، وسبّ الشريف رميثة ظنّا منه أنّه يريد نهب الناس، ولم يكن له علم بما أسرّه السلطان لعطيفة. ومسك بعض القوّاد [و] أخرقبه، فقام عطيفة وأخذ يلاطفه ليردّ [هـ] وهو من قوّة نفسه لا يرجع، وكان حادّ المزاج قويّ النفس


(١) الثانية من النهار: أي الساعة الثانية (من ١٢) بعد طلوع الشمس: انظر فصل ساعة ونهار من كشّاف التهانويّ وساعة وميقات من دائرة المعارف الإسلاميّة وجيل (في الملحق ٣٧٣ ب).
(٢) السلوك ٢/ ٨٠٢.
(٣) السلوك ٢/ ٣٢٣، الدرر: (١٠٤٩)، المنهل ٣/ ١٨٤ (٦١٠) وهو فيه: أيدمز؛ أعيان العصر ١/ ٥٩٣ (٣٢٢).
(٤) في السلوك ٢/ ٣٢٣: أمير ركب العراق: محمد الحجيج.
(٥) يعني أمير الركب المصريّ وهو الأمير خاصّ ترك (السلوك ٢/ ٣٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>