للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٦٧٣ - الأميوطيّ قاضي الكرك [٦٥١ - ٧٢٥] (١)

محمد بن أحمد بن إبراهيم بن يحيى، أبو عبد الله، ابن أبي العبّاس، ابن أبي إسحاق، ابن أبي المجد، الأميوطيّ، الشافعيّ، قاضي الكرك.

ولد في سابع عشرين شعبان سنة إحدى وخمسين وستّمائة. ونشأ في العلم وربّي في حجره. وسمع الحديث من أبي بكر محمد بن إسماعيل ابن الأنماطيّ، وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم الميدوميّ. وقرأ فقه الشافعيّ على الإمام ضياء الدين جعفر بن عبد الرحيم، والفقيه سديد الدين التزمنتي. وأخذ فقه مالك عن الفقيه ناصر الدين ابن الأبياريّ الحاكم بالإسكندريّة. وقرأ عليه مختصر ابن الحاجب بحثا بروايته عن مؤلّفه.

وروى عنه موطّأ مالك رواية يحيى بن يحيى. وقرأ القراءات السبع على نور الدين ابن ظهير الكفتيّ، ونجم الدين ابن الأعمى، ونصر المنبجيّ، ومكين الدين الأسمر، وعبد النصير بن عواض. وقرأ المنطق والخلاف (٢) على سيف الدين البغداديّ.

وأخذ الحساب عن زين الدين محمد بن محمد المغربيّ. وأخذ الأدب والنحو عن بهاء الدين ابن النحّاس، ورضي الدين القسنطينيّ.

ودرّس بجامع الفكّاهين من القاهرة، وتصدّر للإقراء بالجامع الظاهريّ.

وولي قضاء مدينة كرك الشوبك في سنة ستّ وسبعين وستّمائة، فدخلها منفردا عن أهله وولده، بغير رفيق من بلده. فكشف عمّن يلزمه الكشف

عنه من عدل وغيره، فلم يتّضح له ما يعتمد عليه، ووجدهم يجرّح بعضهم بعضا. فبقي من ذلك في قلق، مفكّرا في عزل نفسه والرجوع إلى الوطن.

فبينا هو في ذلك إذ نام في بعض الأيّام بعد صلاة الظهر فرأى في المنام قائلا يقول: اقرأ! - فقال: وما أقرأ؟

قال: وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [المائدة: ١٣]. وانتبه، فاعتمد على ذلك، وسكن عنه ما كان يجده. وسلك طريق الرفق والسّتر.

وكانت وفاته بها في ليلة السادس من شعبان سنة خمس وعشرين وسبعمائة.

١٦٧٤ - أبو عبد الله القرشي الزاهد المغربيّ [(٥٤٤) - ٥٩٩] (٣)

محمد بن أحمد بن إبراهيم، أبو عبد الله، القرشيّ، الهاشميّ، المغربيّ، الأندلسيّ، الإمام الزاهد القدوة، شيخ السالكين، وإمام العارفين، وقدوة المحقّقين.

قدم مصر بعد ما صحب [٥٥ أ] ببلاد المغرب جماعة من أعلام الزهّاد. كان يقول: صحبت ستّمائة شيخ اقتديت منهم بأربعة: الشيخ أبي الربيع، والشيخ أبي إسحاق ابن طريف، والشيخ أبي زيد القرطبيّ، والشيخ أبي العبّاس الجوزيّ.

وسلك على يده جماعة.

وقد روى كلامه أبو عبد الله محمد بن عمر الهواريّ، وأبو الطاهر محمد بن الحسين الأنصاريّ، وأبو العبّاس أحمد بن علي


(١) الوافي ٢/ ١٤٤ (٥٠٠)، الدرر ٣/ ٣٩٦ (٣٣٤٣).
(٢) الخلاف أي علم الجدل والمناظرة. وقد تقرأ: المنطق، وال [أ] خلاق، فتهذيب الأخلاق سابق لتعلّم المنطق، كما قال التهانوي في مقدمة كشّافه ١/ ٣٥.
(٣) وفيات ٤/ ٣٠٥ (٦٣٢)، الوافي ٢/ ٧٨ (٣٨٥)، شذرات ٤/ ٣٤٢، نفح ٢/ ٥٤، الأعلام ٦/ ٢١٣، الشعراني ١/ ١٥٩، النبهانيّ ١/ ١١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>