للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

التي كانت له قبل القضاء، فيحضر دار العدل ويجلس وحده بجانب السلطان وتصير القضاة الأربع [ة] صفّا واحدا بجانب السلطان. ويركب إلى الدروس وغيرها في مركب أعظم من المتولّي مكانه، ويتودّد إليه الأكابر فيعظم مجلسه على مجلس القاضي. وأخبرني قبل موته بمدّة عن جارية تسرّى بها أنّها تمام تسعمائة وخمسين سرّيّة له (١). إلى غير ذلك من كثرة المال والخدم والترف الذي لا يمكن وصفه، مع النزاهة، بحيث إنّه لم يقبل لأحد من الناس، قرب منه أو بعد عنه، هديّة، ولا أكل لأحد طعاما ولا شرب له ماء.

وبالجملة كان من أفراد زمانه، عفا الله عنه وسامحه ف [ ... ] [٤٣ أ] الشمس يومئذ قبل الزوال (٢).

١٦٢١ - الكيزانيّ الصوفيّ [- ٥٦٢] (٣)

محمد بن إبراهيم بن ثابت بن فرج، أبو عبد الله، الكنانيّ، الشافعيّ، المعروف بالكيزانيّ، الحاميّ، المقرئ، الواعظ.

سمع أبا الحسن علي بن الحسين الفرّاء، وأبا علي الحسن بن محمد الجبلّي، وأبا الحسن عليّ بن إبراهيم بن الحسين بن حاتم البغداديّ، وأبا طاهر أحمد بن محمد السلفيّ، وقرأ القرآن على أبي الحسن التكيّ (٤).

وروى عنه أبو محمد أرسلان بن عبد الله بن شعبان الزاهد، وأبو عبد الله محمد بن عمر بن جامع البنّاء، وحاتم بن سنان بن بشر، وأبو عمران موسى بن عيسى الجنديّ، وأبو الرضا عبد الله بن أبي محمد بن يعلى، وأبو العبّاس أحمد بن رجال، وأبو الخطّاب عمر بن محمد العليميّ.

وحدّث عنه الحافظ أبو الحسن علي بن المفضّل المقدسيّ بالإجازة. وله ديوان شعر رواه عنه أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحيّ (٥). وكان زاهدا. قال في حقّه العماد الأصبهانيّ: فقيه واعظ مذكّر حسن العبارة مليح الإشارة، لكلامه رقّة وطلاوة، ولنظمه عذوبة وحلاوة. مصريّ المولد، عالم بالأصول والفروع، عارف بالمعقول. وكان ذا رواية ودراية بعلم الحديث، إلّا أنّه ابتدع مقالة أضلّ بها اعتقاده، فنزل عن مرامها سداده، وادّعى أنّ أفعال العباد قديمة [وشيء من التجسيم] (٦). والطائفة الكيزانيّة على هذه البدعة مقيمة.

وتوفّي ليلة الثلاثاء التاسع من شهر ربيع الأوّل سنة اثنتين وستّين وخمسمائة- وقيل غير ذلك- ودفن بجوار قبر الإمام الشافعيّ ثمّ نقل. قالالقاضي الفاضل في حوادث سنة إحدى وثمانين وخمسمائة: وفي ليلة الاثنين التاسع عشر من جمادى الآخرة نقل- يعني ابن الكيزانيّ- لمّا وصل التاج البيدقي إلى القاهرة وبلّغ السلطان رسالة يؤمر فيها بنشر ابن الكيزانيّ من قبره المجاور لقبر الشافعيّ، وإلقاء رمّته في بحر النيل، فنقل حيث قبره الآن من القرافة.

ومن شعره [البسيط]:

إذا سمعت كثير المدح عن رجل ... فانظر بأيّ لسان ظلّ ممدوحا


- الحسن وكنيته أبو عليّ (ت ٥٢٥).
(١) وفي الدرر عددهنّ ٧٥٠، والخلط بين السبع والتسع معهود. ولم نجد في الدرر تكملة للنقص.
(٢) كلمتان ثمّ بياض بثلاثة عشر سطرا.
(٣) الأعلام ٦/ ١٨٦، الوفيات ٤/ ٤٦١ (٦٧٨)، الوافي ١/ ٣٤٧ (٢٣٦)، الكواكب السيّارة ٣٠٣، النجوم ٥/ ٣٦٧، المغرب (مصر) ١/ ٢٦١، المحمّدون من- الشعراء ١٥٣ (٧٧)، السبكيّ ٦/ ٩٠ (٦١٥).
(٤) في غاية النهاية ١/ ٤٠٠ (١٧٠٥) هو عبد الكريم بن-
(٥) تأتي ترجمة الأرتاحي برقم ٢١٦٩.
(٦) ما بين المربّعين ساقط من الخريدة، (قسم مصر) ٢/ ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>