للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من الأمراء على الفتك بالسلطان، فطلب وهدّد فأقسم بالأيمان الحرجة أنّه بريء ممّا رمي به، وكيف يفعل هذا وقد منّ السلطان عليه وأخرجه من السجن، وهو شيخ كبير؟

واتّهم ولده أنّه هو افترى عليه من أجل نهيه عن الخمر، فإنّه عن قريب سبّني وتوعّدني. فأمر به إلى الحبس.

وطلب ولده وقرّر فاعترف بكتابة الورقة.

فأخرج الآقوش وحبش ابنه مكانه. وسفّر إلى دمشق على إمرة بها (١).

٨٢٧ م- الأكوز الناصريّ [- ٧٣٨] (٢)

/ الأكوز: كان من أتباع الناصر محمد [بن قلاوون]، وقرّره شادّ الدواوين في سنة اثنتين وثلاثين [وسبعمائة]، ثم قبض عليه في سنة ستّ وثلاثين. وأهين ثمّ أخرج إلى دمشق أمير طبلخاناه.

٨٢٨ - البكي الساقي [- ٧٠٢] (٣)

[٢٢٤ أ] البكي الساقي، الأمير فارس الدين، أحد مماليك الظاهريّة بيبرس.

ترقّى في خدمه إلى أن صار من أكابر أمراء مصر

وشجعانها. ثمّ قبض عليه الملك المنصور قلاوون وسجنه، في [ ... ] وكان يخرجه من السجن فيتحدّث معه ويعيده إلى السجن. ثم أفرج عنه وولّاه نيابة صفد، فأقام بها عشرة أعوام. وكان [ ... ].

فلمّا سخط الملك الأشرف خليل بن قلاوون على الأمير حسام الدين لاجين وقبضه وهو على حصار عكّا وبعثه مقيّدا إلى صفد ليعتقل بها، أخذ البكي المقرعة وضربه على كتفه وقال له: ما تمشي إلّا خواتيني- وأخذ جوخة (٤) كانت معه وطرطورا ضمن بقجة (٥).

فقدّر الله تعالى أن صار لاجين سلطان مصر والشام، فبعث إليه يقول: احتفظ بالبقجة والجوخة والطرطور! - ففرّ من حمص، وكان قد خرج من صفد بعسكرها في جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين وستّمائة لغزو سيس صحبة عسكر مصر والشام. فأغاروا على بلاد سيس في رجب منها وعادوا إلى حلب. فبعث السلطان الملك المنصور لاجين بالقبض على البكي وغيره من الأمراء. فلمّا فطنوا بذلك فرّوا من حلب ولحقوا بالأمير قبجق نائب الشام وقد نزل على حمص، وساروا معه منها في ليلة السبت خامس ربيع الأوّل سنة ثمان وتسعين ولحقوا بالقان غازان، فأكرمهم وأنعم عليهم. وزوّج البكي بأخته وكانت بارعة الجمال.

وبهر عقل غازان لقيامه بآداب المغل وسياستهم فقرّبه وأفرط في دنّوه. وسار بهم إلى بلاد الشام، وهزم عساكر مصر والشام على حمص في ربيع


(١) السلوك ٢/ ٢٥٧.
(٢) الوافي ٩/ ٣٤٨ (٤٢٧٦) وأعيان العصر ١/ ٥٨٦ (٣١٦) والدرر رقم ١٠٣٨. ولم يذكره المقريزي في الخطط ٢/ ٤٨ إلّا عرضا على ذكر «دار الأمير سيف الدّين الأكز الناصريّ الوزير» (٣١٦) وقال: بضمّ الكاف وإشباعها لتنشئ واوا، ثم زاي.
(٣) الوافي ٩/ ٣٥١ (٤٢٨٠)، وأعيان العصر ٥٨٩ (٣١٨)، الدرر ١/ ٤٣٢ (١٠٤٠)، المنهل ٣/ ٣٧ (٥٢٤)، النجوم ٨/ ٢٠٤.
(٤) الجوخة: رداء من الصوف الأحمر (دوزي: ملابس).
والخواتيني: لعلّه الخصيّ الذي يحرس الحريم (ج خاتون).
(٥) البقجة: رزمة من الثياب.

<<  <  ج: ص:  >  >>