للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان مرضيّا عندهم، فكلّمه فيه فأطلقه وأنزله في قصره، فكان يسمر عنده. فقال له ليلة: لقد أسرع إليك الشيب يا أبا البنات! - وكان أكثر ولده بنات- فقال له: أتعيّرني بالبنات، وكان نبيّ الله لوط، ونبيّ الله شعيب، ومحمد نبيّ الله صلّى الله عليه وسلم أبا بنات؟

فغضب الوليد وقال: إنّك لألدّ! - وأمره أن يرحل عنه، فرحل يريد المدينة. فلمّا كان بالبلقاء مرض، فمال إلى محمد بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس، فتوفّي عنده بالحميمة. وأوصى إليه وقال له: إنّ هذا أمر أنت أوّل من يقوم به، ولولدك آخره.

وفي رواية أنّه قال له: يا ابن عمّ، إنّا كنّا نظنّ أنّ الإمامة فينا. فقد زال الشكّ، وصرّح اليقين بأنّك الإمام دون أبي رحمه الله.

وأعطاه كتبه، وسمّى له شيعته.

ويقال إنّه مات مسموما، وأنّ الوليد بن عبد الملك سمّه أو دسّ إليه من سمّه (١).

٢٧٦١ - الشريف عطوف [- ٧١٠] (٢)

[١٣٣ ب] محمد بن عليّ بن أبي طالب، الحسينيّ، العطّار، المعروف بالشريف عطوف.

حدّث عن الرشيد أحمد بن المفرّج بن مسلمة.

وتوفّي يوم الخميس خامس جمادى الآخرة سنة عشر وسبعمائة بالقاهرة.

٢٧٦٢ - الوجيه ابن سويد [٦١١ - ٦٧٠] (٣)

محمد بن عليّ بن أبي طالب- واسمه سويد- ابن معالي بن محمّد بن أبي بكر، وجيه الدين، أبو عبد الله، ابن أبي الحسن، المعروف بابن سويد، الربعيّ، التغلبيّ، التكريتيّ، التاجر.

ولد سنة إحدى عشرة وستّمائة. وكان من أعيان التجّار وذوي المكانة عند الملوك وسعة المال وكثرة الجاه والمتاجر لا يتعرّض لها متعرّض.

وكانت كتبه نافذة عند سائر الملوك. ولم يبلغ أحد أمثاله من الحرمة ما بلغ. وكان من خواصّ الملك الناصر يوسف ابن العزيز.

وسمع ببغداد من ابن القميرة، وبتكريت من أصحاب ابن سويدة، وحدّث. فلمّا أخذ التتار البلاد قدم القاهرة وغرم ألف ألف درهم. فقرّبه الملك الظاهر بيبرس وأدناه ووكّله على الأملاك المبتاعة برسم الملك السعيد بركة، واستنابه في استغلالها، فنفق مع جميع أرباب الدولة.

وكان كثير المكارم والمهاداة، كثير الصدقة، حريصا على تحصيل المال. وكان إليه وصايا كثيرة، وتحت يده وقوف كثيرة، وأموال جمّة ذهبت على أصحابها. وكان في مبدإ أمره يتّجه بمال أبيه ومال غيره من بغداد إلى تكريت ثمّ إلى ديار مصر. وما زال يتردّد إلى سنة خمس وأربعين وستّمائة [ف] توفّي له مضارب (٤) [١٣٤ أ] بحلب، فأخذ رسالة شهاب الدين ريحان نائب شرف الدين إقبال الشرابيّ، أحد عظماء خدّام الخلافة ببغداد إلى الصاحب تاج الدين محمد بن نصر زعيم إربل بالشفاعة إليه ليكتب إلى بدر الدين لؤلؤ صاحب


(١) لابن الحنفيّة تراجم في: الوفيات ٤/ ١٧٢ (٥٥٩)، والوافي ٤/ ١٠٠ (١٥٨٢)، وغاية النهاية ٢/ ٢٠٤ (٣٢٦٢)، والمعارف ٢١٦، والأعلام ٧/ ١٥٢، مختصر ابن عساكر ٢٣/ ٩٣ (١٢٥)، سير أعلام النبلاء ٤/ ١١٠، مرآة الجنان: سنة ٨١، ابن كثير سنة ٨١.
(٢) الدرر ٤/ ١٨٥ (٤٠٥٤).
(٣) الوافي ٤/ ١٨٦ (١٧٢٧)، وفيه أنّه ولد سنة ٦٠٩.
(٤) المضارب: الوكيل في التجارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>