للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الآفاق، سأّالا عن أحوال الرجال، [سمع] شجاعا الذهليّ، والمؤتمن الساجيّ، وأبا عليّ البردانيّ وأبا الغنائم النرسيّ وخميسا الحوزيّ (١).

وحدّثني عنه عبد العظيم المنذريّ الحافظ قال:

لمّا أرادوا قراءة سنن النسائيّ على السلفيّ، أتوه بنسخة سعد الخير وهي مصحّحة قد سمعها من الدوني، فقال: اسمي فيها؟

قالوا: لا.

فأخذها من يد القارى بغيظ وقال: لا أحدّث إلّا من أصل فيه اسمي! - ولم يحدّث بالكتاب.

وقال لي عبد العظيم: إنّ أبا الحسن المقدسيّ قال: حفظت أسماء وكنى، وجئت إلى السلفيّ، وذاكرته بها، فجعل يذكرها من حفظه وما قال لي:

أحسنت- وقال: [ما] (٢) هذا شيء مليح، أنا شيخ كبير [لي] في هذه البلدة هذه السنين لا يذاكرني أحد، وحفظي هكذا انتهى.

[[شهرته عند الملوك والعلماء]]

وقد مدح السلفيّ غير واحد، منهم الفقيه عمارة، وابن قلاقس. واجتمع به الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيّوب، وسمع عليه بالإسكندريّة، وأكل عنده طعاما. ثمّ أرسل إليه السلطان بمال فقبله.

ويحكى أنّه كان إذا اشتدّ [٥٧ أ] الطلق بامرأة، جاء أهلها إلى السلفيّ، فيكتب لهم ورقة تعلّق عليها فتخلص بإذن الله، ولا يعلم ما يكتب فيها،

حتى كشف عنها، فإذا فيها: «اللهمّ، إنّهم ظنّوا بي خيرا، فلا تخيّينا ولا تكذّب ظنّهم! ».

وكان مغرى بجمع الكتب، حصّل منها كثيرا، وكتب بخطّه الكثير، لا سيّما من الأجزاء.

وتوفّي بثغر الإسكندريّة صبيحة يوم الجمعة الخامس من شهر ربيع الآخر سنة ستّ وسبعين وخمسمائة فجأة، وله مائة وستّ سنين. ولم يزل يقرأ عليه الحديث إلى أن غربت الشمس من يوم وفاته، وهو يردّ على القارئ اللحن الخفيّ.

وصلّى عليه يوم الجمعة عند انفجار الفجر. وتوفّي عقيبه الذي صلّى عليه، فجأة (٣).

[[أدبه]]

ومن شعره [الخفيف]:

ليس حسن الحديث قرب رجال ... عند أرباب علمه النقّاد

بل علوّ الحديث عند أولي الإت ... قان والحفظ صحّة الإسناد [١٥٣ ب]

فإذا ما تجمّعا في حديث ... فاغتنمه فذاك أقصى المراد

وقال [الكامل]:

غرضي من الدنيا صدي ... ق لي صدوق في المقة

يرعى الجميل، وعينه ... عن كلّ عيب مطرقة

وإذا تغيّر من تغ ... يّر كنت منه على ثقة

وقال [الكامل]:

قد قلت إذ رفع الصبا ... ح ذيول ليل الوصل عنّا


(١) هؤلاء لهم تراجم في سير أعلام النبلاء ج ١٩: شجاع بن فارس الذهلي (ت ٥٠٧): الترجمة ٢١٠. المؤتمن بن أحمد الساجي (ت ٥٠٧): الترجمة ١٩٥. محمد بن علي النرسي (ت ٥١٠): الترجمة ١٧٤. خميس بن علي الحوزي (ت ٥١٠): الترجمة ٢٠٥. أحمد بن علي البرداني (ت ٤٩٨: الترجمة ١٣٦. الدوني: عبد الرحمن بن حمد (ت ٥٠١): الترجمة ١٤٧.
(٢) الزيادة من السبكي ٣٩، وبها تتّضح شكوى السلفيّ.
(٣) عند السبكيّ: صلّى السلفي الفجر من يوم الجمعة وتوفّي عقيب الصلاة فجأة.

<<  <  ج: ص:  >  >>