للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إبراهيم الصابيّ في كتاب الوزراء إنّ مولده بمصر (١)، كما تقدّم.

[[صفاته وشيء من شعره]]

وكان أبو القاسم أسمر شديد السمرة سناطا (٢) يرمى بحبّ الشباب، من الدهاة العارفين، لولا هوج فيه. ذكره مؤدّبه أبو الحسن علي بن القارح فقال: كان جنونه مجنونا، وأصحّ منه مجنون، وأجنّ [٣٩٤ أ] منه لا يكون. و [قد] أنشد [الطويل]:

جنونك مجنون، ولست بواحد ... طبيبا يداوي من جنون جنون (٣)

وله فيه هجو كثير.

وله ديوان شعر. ومن شعره قوله [الخفيف]:

كنت في سفرة الغواية والجه ... ل زمانا، فحان منّي القدوم

تبت من كلّ مأثم فعسى يم ... حى بهذا الحديث ذاك القديم

ابن خمس وأربعين، لقد ما ... طلت، لولا أنّ الغريم كريم (٤)

وقوله، وقد لجأ إلى مشهد الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام [الطويل]:

تحصّنت من كيد العدوّ وأيده ... بمنجية من حبّ آل محمّد

ودون يد الجبّار من أن تنالني ... جواشن أمن صغتها بالتهجّد

ألحّ على مولى كريم، كأنّما ... يباكر منّي بالغريم اليلندد

أيسلمني من بعد أن أنا جاره ... وقد علقت إحدى حبائله يدي؟ (٥)

وقال [الطويل]:

أقول لها والعيس تحدج للسرى ... أعدّي لفقدي ما استطعت من الصبر (٦)

سأنفق ريعان الشبيبة آنفا ... على طلب العلياء أو طلب الأجر

أليس من الخسران أنّ لياليا ... تمرّ بلا نفع، وتحسب من عمري

وقال [الطويل]:

أرى الناس في الدنيا كراع تنكّرت ... مراعيه حتى ليس فيهنّ مرتع

فماء بلا مرعى، ومرعى بغير ما ... وحيث ترى ماء ومرعى فمسبع

وقال في غلام مليح قد حلق شعره [الخفيف]:

حلقوا شعره ليكسوه قبحا ... غيرة منهم عليه وشحّا

كان قبل الحلاق ليلا وصبحا ... فمحوا ليله وأبقوه صبحا

[أنموذج من تزلّفه للخليفة الشيعيّ]

[٤٦٣ أ] وخطب في يوم الأربعاء الثالث من جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة بين يدي الحاكم بأمر الله خطبة قال في آخرها: وإنّي والله لأصدق الناس قولا حيث أقول فيك يا أمير المؤمنين [الخفيف]:

أنت أعطيتني كتابا إلى رض ... وان حتّى أجزى بخير الجزاء


(١) لا ذكر للوزير المغربيّ في كتاب الوزراء كما نشره عبد الستّار فرّاج، وقد ذكر أنّه ناقص (ص. ف من المقدّمة وص ٤٠٣).
(٢) رجل سناط: لا لحية له.
(٣) رسالة الغفران، ٥٩.
(٤) ياقوت: إرشاد ١٠/ ٨٢.
(٥) طبقات الداودي ١/ ١٥٤.
(٦) حدج الناقة: شدّ عليها الحمل.

<<  <  ج: ص:  >  >>