للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فانصرف الفريقان ورضيا، فقال فائد بن أقرم البلويّ (١) [الكامل]:

ومهمّة أعيى القضاة قضاؤها ... تدع الفقيه يشكّ شكّ الجاهل

بدع مغيّبة هديت لرتقها ... وضربت محردها بحكم فاصل (٢)

بيمون رأيك وامتحال من فتى ... وافى الدما وعن الدماء مصاول (٣)

أنت ادركت بني غفار بعد ما ... راؤوا بأعينهم مكان القاتل

٥ فرجعت في [١٣٠ ب] حرّ الوجوه بياضها ... ورددت خصمهم بأفوق ناصل

وسوالف الخصمين غيد قد حبت ... حبو الجمال بأذرع وكلاكل

فنعشت حقّك والذين تذمّموا ... بك غير مختشع ولا متضائل

وأنشد لأبي الخنيس مغيث بن منير بن جابر بن ياسر البلويّ [الطويل]:

ومعيية عيّى القضاة عياؤها ... كما عيّت المرء الأخيذ المراوم

دعيت لها من بين زمزم والصفا ... بعزّاء أمر صدعها متفاقم

ورست أمورا باليمون وقد بدا ... لمن راشها بالشوم أنّك عالم

وقلت لآباء القتيل وكلّهم ... على الشّبة القصوى من الغيض آزم

٥ خذوا الحقّ ما عن سنّة الله معدل ... ومن يعدها يرجع لها وهو راغم

قال ابن شهاب: قد صدقت يا أبا الخنيس: من يعد سنّة الله يرجع لها وهو راغم (٤).

وذكر أنّ ابن شهاب لمّا أخذ ما عند عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود من العلم ورأى أنّه قد نفضه فلم يبق عنده شيء إلّا حواه واستغنى عنه انقطع منه. فقال عبيد الله فيه [الطويل]:

إذا شئت أن تلقى خليلا مصافحا ... لقيت، وإخوان الثقات قليل

وقال حمّاد بن زيد: كان الزهريّ يحدّث ثمّ يقول: هاتوا من أشعاركم! هاتوا من أحاديثكم! فإنّ الأذن مجّاجة، وإنّ النفس حمضة.

وعن موسى بن عبد العزيز: كان ابن شهاب إذا أبى أحد من أصحاب الحديث أن يأكل حلف أن لا يحدّثه عمّا رآه.

٣٣١٦ - أبو الغمر مصنّف كتاب الورع

محمد بن مسلم بن عثمان، أبو الغمر- بالغين المعجمة- الأموي، مصنّف كتاب الورع.

روى عن محمد بن عبد العزيز ابن الحمزاويّ، وأبي الربيع ابن أخي رشدين، ويوسف ابن أبي ظبية هارون بن يزيد، وأخيه أبي الربيع سليمان بن أبي ظبية، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم.

روى عنه كتاب الورع محمد بن جعفر بن أحمد بن إبراهيم العلّاف، وأبو عبد الله محمد بن محمد بن الجبّاس شيخ عبد الغنيّ.

ذكره ابن الطحّان في المصريّين.


(١) فائد البلويّ: معجم الشعراء للمرزباني ١٨٨.
(٢) المحرد مقطع العنق.
(٣) هذا البيت الثالث والثلاثة التابعة له مفقودة من مختصر تاريخ دمشق ومن معجم المرزباني. وقراءتنا «يمون» رأيك افتراض منّا فإنّه يقال: فلان يتيمّن برأيه. ويأتي هذا المصدر في البيت الثالث من شعر المغيث البلوي اللاحق.
(٤) هنا نقل لأبياته القافيّة في عبد الله [بن عبد الملك بن مروان].

<<  <  ج: ص:  >  >>