للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

محمد بن الفضل بن نظيف الفرّاء، وأبا الحسن عليّ بن الحسن بن إبراهيم العنسيّ، وجماعة.

وسمع بدمشق وتنيس ومكّة وعسقلان وبلاد الشام وبغداد، من خلق ذكرهم. وقال السلفيّ:

سألت المؤتمن بن أحمد الساجيّ عن أبي الطاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر فقال: كان صالحا ثبتا حصل له بمصر والساحل ودمشق الإسناد الحسن بالخطوط الجياد.

وذكره أبو الفضل بن ناصر، فقال: الشيخ الثقة السديد الصدوق. وكان ثقة حافظا متقنا سنيّا، سافر الكثير في طلب العلم إلى الشام ومصر والعراق. وتوفّي في أوّل جمادى الآخرة، وقيل:

في شعبان، سنة ستّ وسبعين وأربعمائة.

١٨١٨ - ابن الحدّاد الشافعيّ [٢٦٤ - ٣٤٤] (١) صاحب الفروع على المذهب

محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر، أبو بكر، الكنانيّ، الفقيه الشافعيّ، عرف بابن الحدّاد، قاضي مصر. وقيل له ابن الحدّاد لأنّ أحد أجداده كان يعمل الحديد ويصنعه فنسب إليه.

[[شيوخه]]

كان من أعيان الفقهاء المشهورين، وهو صاحب الفروع المشهورة على مذهب الشافعيّ.

حدّث عن أبي عبد الرحمن النسائيّ، ومحمّد بن عقيل الفريابيّ، وأبي يزيد القراطيسيّ، وعمر بن عبد العزيز بن مقلاص، وأبي زنباع روح بن الفرج، والحسن بن عليّ بن زولاق، وعبد الله بن أحمد الخفّاف، ومحمد بن جعفر بن الإمام،

ومحمد بن جعفر بن أعين. وكتب علم أبي عبد الرحمن النسائيّ وعوّل عليه وأخذ عنه [١٠٠ ب] علم الحديث. وأخذ علم القضاء عن أبي عبيد عليّ بن الحصين حربويه وسار عنه رسولا إلى بغداد في سنة عشر وثلاثمائة ولقي بها محمد بن جرير الطبريّ، وأبا سعيد الإصطخريّ، وابن الصيرفيّ، ونفطويه. قال ابن يونس: وكان فيه بأو (٢) وفصاحة لسان. وكان يحسن النحو والفرائض وكان يدخل على السلاطين. وكتب الحديث. وكان حافظا للفقه على مذهب الشافعيّ وكان كثير الصلاة متعبّدا.

وقال أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن زولاق في كتاب القضاة: ولمّا كان في شوّال سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، سلّم الأمير أبو بكر محمد بن طغج الإخشيد الحكم إلى أبي بكر محمد بن أحمد ابن الحدّاد. وكان أيضا ينظر في المظالم ويوقّع فيها، خلافة [للحسين] ابن أبي زرعة، وابن أبي زرعة لا ينظر. وكان يجلس في الجامع وفي داره وفي دار ابن أبي زرعة. وكان أبو بكر ابن الحدّاد فقيها متعبّدا يحسن علوما كثيرة، منها علم القرآن، وعلم الحديث، والأسماء والكنى للرواة، والنحو واللغة، واختلاف العلماء، وأيّام الناس، وسير الجاهليّة والعرب، والأنساب، ويحفظ شعرا كثيرا ويقوله، ويحفظ النقائض. ويختم كلّ يوم وليلة ختمة في صلاة قائما، ويصوم يوما ويفطر يوما، ويختم يوم الجمعة ختمة أخرى قبل الصلاة في ركعتين. وكان حسن الثياب رفيعها، حسن المركوب، طويل اللسان، غير مطعون عليه في لفظ ولا فعل، مجمع [ا] على صيانته وطهارته.

وكان من محاسن مصر، حاذقا بعلم القضاء، حسن التوقيعات.


(١) الكندي ٥٥١، طبقات الشيرازي ١١٤، وفيات ٤/ ١٩٧ (٥٧٣)، الوافي ٢/ ٦٩ (٣٧٢)، النجوم ٢/ ٣٠٢، طبقات السيوطيّ ٣٦٨ (٨٣٥)، السبكي ٣/ ٧٩ (١١٣).
أعلام النبلاء ١٥/ ٤٤٥ (٢٥٦).
(٢) البأو: التكبّر.

<<  <  ج: ص:  >  >>