للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥١٣ - الشهاب ابن السلعوس أخو الوزير [- ٦٩٧] (١)

[٦٢ أ] أحمد بن عثمان بن أبي الرجاء، ابن أبي الزهر، ابن السلعوس، التنوخي، الدمشقيّ.

كتب إلى أخيه الوزير الصاحب شمس الدين محمد بن السلعوس (٢) لمّا صارت إليه الوزارة في أيّام الملك الأشرف خليل بن قلاوون، وبعث بهاإليه من دمشق [وافر]:

تثبّت (٣) يا وزير الوقت واعلم ... بأنّك قد وطئت على الأفاعي

وكن بالله معتصما فإنّي ... أخاف عليك من نهش الشجاعي (٤)

فلمّا نكب الوزير ابن السلعوس بعد قتل الملك الأشرف، تسلّمه الأمير سنجر الشجاعيّ، وأحضر جميع أقاربه وأسبابه من دمشق إلى القاهرة، وفيهم أحمد هذا، وكان قد سمع بالشعر المذكور فسأل عن قائله، فعرّف به، فعفا عنه وأطلقه دون جميع أقاربه، وعاد إلى دمشق سالما.

وصدق شعره: فإنّ الشجاعيّ هو الذي قتل [الوزير] ابن السلعوس (٥) في الحقيقة.

٥١٤ - نظام الدين ابن أبي الحديد [٥٧٠ - ٦٢٥] (٦)

[٦٢ أ] أحمد بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أحمد بن عبد الواحد بن

محمد بن أحمد بن عثمان بن الحكم بن الوليد بن سليمان، نظام الدين، أبو الحسن- وقيل: أبو العبّاس- ابن أبي الحديد، السلميّ، الدمشقيّ، من بيت كبير بدمشق، فمنهم العلماء والخطباء والرواة.

ومولده بها في [١١٣ أ] جمادى الآخرة سنة سبعين وخمسمائة.

سمع [بدمشق] أبا الفرج الثقفيّ، وبركات بن إبراهيم الخشوعيّ، وأبا الفضل إسماعيل بن عليّ بن إبراهيم الجنزويّ (٧).

وسمع بمصر أبا القاسم البوصيريّ. وسمع ببغداد أبا الفرج ابن الجوزيّ. وسمع بأصبهان وخراسان.

وكان معه فردة [٦٢ ب] نعل النبيّ صلّى الله عليه وسلم ورثه عن آبائه، وكان معروفا عندهم. وكان الملك الأشرف موسى ابن العادل أبي بكر بن أيّوب يقرّبه لأجله.

وكان يؤثر أن يشتريه منه ويقفه في مكان يزار فيه، فلم يسمح بذلك.

ثمّ إنّه سمح بأن يقطع له منه قطعة، فأفكر الملك الأشرف أنّ الباب ينفتح في ذلك، ويقطّع النعل الشريف قطعا، فامتنع من ذلك. ثمّ إنّ الأشرف رتّبه بمشهد الخليل إبراهيم عليه السلام المعروف ب «الذهبانيّ» (٨) فيما بين حرّان والرقّة، ورتّب له معلوما، وقال: قصدت بترتيبه في هذا المكان أن تجتمع فيه زيارتان: أثر النبي صلّى الله عليه وسلم، وهو نعله الشريف، ومقام إبراهيم عليه السلام.

فلم يزل مقيما به إلى أن حضره الموت، فأوصى بالنعل الشريف للملك الأشرف، فسرّ به سرورا عظيما، وبنى بدمشق دارا للحديث ووقفه بها وجعله في خزانة فيها يزار ويتبرّك به.


(١) الوافي ٧/ ١٧٩ (٣١٢٠) - الدرر ١/ ٢١٢ (٥١٣) - المنهل ١/ ٣٨٧ (٢٠٦).
(٢) الوزير ابن السلعوس له ترجمة (رقم ٢٥٦٤).
(٣) في الدرر: تنبّه.
(٤) الشجاع: من أسماء الأفعى.
(٥) قتل الوزير سنة ٦٩٣.
(٦) الوافي ٧/ ١٧٧ (٣١١٥).
(٧) أو الجنزي أو الكنجيّ (- ٥٨٨): أعلام النبلاء ٢١/ ٢٣٤ (١٢٠).
(٨) الذهبانيّة عند ياقوت.

<<  <  ج: ص:  >  >>