للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٩٧ - أبو نصر التستريّ [- ٤٤٠] (١)

إبراهيم بن فضل بن سهل، أبو نصر، التستريّ، اليهوديّ.

ولي خزانة الخاصّ بعد أخيه أبي سعد سهل التستريّ في جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.

وأرادته أمّ المستنصر أن يتولّى نظر ديوانها مكان أخيه فامتنع من ذلك خوفا من الوزير ومن الأتراك، وهي تريد منه ذلك مدّة ثلاثة أشهر، ولا يوافقها، حتى ضجرت منه وأقامت اليازوريّ (٢) بواسطة الأستاذ عدّة الدولة رفق.

فلمّا كانت سنة أربعين وأربعمائة سهّل شجاع الدولة جعفر بن كليد وغيره على الوزير أبي البركات الحسين بن محمّد الجرجرائيّ أمر حلب وأنّه إذا سيّر عسكرا من مصر أخذت. فكتب إلى ناصر الدولة الحسن بن حمدان متولّي دمشق، وإلى الكلابيّين وغيرهم، وإلى جعفر بن كليد بالمسير، فساروا إلى المعرّة، وتسلّمها جعفر، ومضى ابن حمدان إلى حلب فقاتلوه وانهزم إلى دمشق. فبعث ثمال بن صالح بن مرداس يطلب من الخليفة المستنصر العفو، وأنّه يقوم بما عليه من الحمل. فتوسّط أمره أبو نصر هذا، إلى أن أجيب بالصفح والرضى عنه. وخرج رسوله بذلك من القاهرة فورد الخبر بأنّ ثمال بن صالح بعث مقلّد بن كامل بن مرداس فأوقع بجعفر بن كلّيد وقتله في يوم الأربعاء لستّ بقين من شهر رمضان، وحمل رأسه إلى حلب وشهّرها، وأسر عدّة من عسكره. فأعيد رسول ثمال وأخذت منه الكتب.

وأغرى الوزير أبو البركات الخليفة بأبي نصر وأنّه يسعى فيما يضرّ الدولة ويعود عليها بالوضيعة من توسّطه في أمر ثمال لما في نفسه من الحقد لقتل أخيه أبي سعد. وما زال بالخليفة حتى قبض على أبي نصر وسجنه وأخذ سائر أمواله وعاقبه حتّى هلك تحت العقوبة في آخر [ ... ] سنة أربعين وأربعمائة.

٢٩٨ - برهان الدين ابن فلاح [٦٣٦ - ٧٠٢] (٣)

إبراهيم بن فلاح بن محمد بن حاتم، برهان الدين، أبو إسحاق، الجذاميّ، الإسكندرانيّ ثمّ الدمشقيّ، الشافعيّ.

ولد بالإسكندريّة سنة ستّ وثلاثين وستّمائة.

وقرأ القراءات السبع على علم الدين قاسم بن أحمد ابن اللورقيّ وغيره. وسمع على ابن عبد الدائم، وفرج القرطبيّ، وابن أبي اليسر، وجماعة من أصحاب الخشوعيّ. وبرع في الفقه وأفتى ودرّس وأقرأ الناس القراءات السبع فصارت له تلامذة وأفاد في دروسه.

وسكن دمشق. واستنابه [٥٠ أ] قاضي القضاة بدر الدين محمّد ابن جماعة في سفره إلى مصر في القضاء والخطابة.

توفّي بدمشق يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من شوّال سنة اثنتين وسبعمائة.

كان معروفا بالعلم والصلاح. وأقرأ القراءات.

وكان ذا ورع وزهد وسمت ووقار.


(١) أخبار مصر لابن ميسّر ص ٣ تحت سنة ٤٤٠.
(٢) اليازوري له ترجمة في المقفّى (رقم ١١٨٨).
(٣) الدرر ١/ ٥٣ - غاية النهاية ١/ ٢٢ (٩١) - معرفة القرّاء الكبار للذهبيّ ٧١٢ (٦٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>