للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدنى- يشير إلى أنّ الشريف هكذا كانت حاله، وهو بالحجاز قبل قدومه مصر.

وكان الأذكويّ على شرط كافور الإخشيديّ، فوجد عليه سيبويه في بعض الأمر فعزل عن الشرطة فوليها ذكا، فلم يحمد أيضا. فوقف لكافور وهو مارّ إلى الصلاة يوم الجمعة فقال: أيّها الأستاذ، عزلت ظالما وولّيت ظالما قليل الوفاء، كثير الجفاء، غليظ القفا.

فتبسّم ابن برّك البغدادي وكان يساير كافور، فقال: وهذا ابن برّك، خرء مفرّك، لن ينفعك ولن يضرّك.

وأخلي الحمّام لمفلح الحسنيّ، فأتى سيبويه ليدخل [١٦٠ أ] فمنع وقيل [له]: الأمير مفلح به.

فقال: لا أبقى الله مغسوله، ولا بلّغه سوله، ولا وقاه من العذاب مهوله!

وجلس حتى خرج فقال له: إنّ الحمّام لا يخلى إلّا لأحد ثلاثة: مبتلى في قبله، أو مبتلى في دبره، أو سلطان يخاف من شرّه، فأيّ الثلاثة أنت؟

قال: أنا المقدّم.

وأحضره أبو بكر بن عبد الله الخازن فقال: قد بلغني بذاء لسانك وقبح معاملتك للأشراف.

فاحذر أن تعود فتنالك منّا أشدّ العقوبة!

فخرج مستجديا فكان الولدان يتولّعون به ويذكرون الخازن فيشتدّ ذلك عليه وينصرف ولا يكلّمهم. فمرّ به رجل يكنّى أبا بكر من ولد عقبة بن أبي معيط، وغلام قد ألحّ عليه بذلك. فضحك المعيطيّ، فقال الغلام: ضرب الله عنق الخازن كما ضرب النبيّ صلّى الله عليه وسلم عنق عقبة بن أبي معيط على الكفر، وضرب ظهر أبيك بالسوط كما ضرب عليّ بأمر عثمان ظهر الوليد بن عقبة على شرب الخمر، وألحقك أنت بالصبية (١)! - يريد قول النبيّ صلّى الله عليه وسلم، وقد قال له عقبة لمّا أمر عليّا بقتله: من للصبية؟

قال: النار لك ولهم!

فانصرف المعيطيّ، وبطن الأرض أحبّ إليه من ظهرها.

٣٤٠٩ - محمد بن مؤمن الدمياطيّ [٦١٥ - ٦٩٠]

[١٥٧ أ] محمد بن مؤمن بن عليّ بن مضر، أبو عبد الله، السمرقنديّ الأصل، الدمياطيّ.

ولد بالقاهرة في حادي عشرين رجب سنة خمس عشرة وستّمائة.

وسمع الحديث وحدّث ومات بها في ربيع الأوّل سنة تسعين وستّمائة.

٣٤١٠ - أبو بكر البرقيّ النحويّ [- ٣٥١]

محمد بن مؤمن بن محمد بن مؤمن، أبو بكر، الصفديّ، البرقيّ، النحويّ.

كتب الحديث والنحو وأكثر. وكان صالحا.

توفّي في ربيع الأوّل سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة وقد قارب الثمانين.

٣٤١١ - أبو البركات الطرّاق القارئ [- ٥٢٦]

[١٥٧ ب] محمد بن موهوب بن أحمد بن عمر، أبو البركات، القارئ، الطرّاق.

روى عنه السلفيّ (٢) بمصر عن أبي الفتح


(١) الكلمة مطموسة، والقصّة في الطبريّ ٢/ ٤٥٩.
(٢) معجم السفر ٤٠٢ (١٤١٩) ومنه سنة الوفاة. وتوفّي أبو الفتح المقدسيّ سنة ٤٩٠، أعلام النبلاء ١٩/ ١٣٦ (٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>