للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان أبوه جمال الدين من كبار دولة المعظّم عيسى.

وخدم هو الناصر داود (١) مدّة، وكان من أجلّ أصحابه، وترسّل عنه.

ثم اتّصل بخدمة الناصر يوسف (٢) فأقطعه خبزا وقرّبه واعتمد عليه.

وولي الرحبة (٣) في أيّام الظاهر ثمّ نقل منها إلى بعلبك. وولي البلد والقلعة. وسيّره السلطان رسولا إلى عكّا.

توفّي يوم الخميس رابع عشر صفر سنة أربع وسبعين وستّمائة بالساحل، وقد نيّف على الستّين. فنقل إلى ظاهر بعلبك ودفن هناك.

ومن شعره [الكامل]:

لا تلحه في وجده تغريه ... دعه ففرط ولوعه يكفيه

حكم الغرام عليه فهو كما ترى ... مغرى بتذكار الحمى يبكيه

يشتاق أيّام العقيق وحبّذا ... وادي العقيق وحبّذا من فيه

وإذا النسيم روى سحيرا عنهم ... خبرا فيا طيب الذي يمليه!

وقال [دو بيت]:

واها لأويقات تقضّت واها ... لو ساعدني الزمان في بقيّاها

يا عزّة أيام زماني بكم ... لا أذكر غيرها ولا أنساها

٢٤٣ - قتيل باخمري [٩٧ - ١٤٥] (٤)

إبراهيم بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، أبو إسحاق، ابن [ ... ].

أمّه وأمّ إخوته محمد وعيسى وإدريس الأكبر (٥) هند بنت أبي عبيدة بن زمعة (٦) بن الأسود بن المطلّب بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ.

ولد سنة سبع وتسعين. وظهر بالبصرة أيّام أبي جعفر المنصور، فقتله عيسى بن موسى بقرية تدعى باخمرى (٧) في سنة خمس وأربعين ومائة، وهو ابن ثمان وأربعين سنة. وأنفذ المنصور رأسه [إلى مصر] فسرقه أهل مصر ودفنوه وبني عليه مسجد تبر (٨).

[تخلّفه عن بيعة السفّاح]:

وكان من خبره أنّ أبا جعفر المنصور لمّا ولي الخلافة أهمّه أمر محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن


(١) الناصر داود: ابن المعظّم عيسى صاحب الكرك (ت ٦٥٦).
(٢) الناصر يوسف: ابن العزيز ابن غازي ابن صلاح الدين (ت ٦٥٩).
(٣) الرحبة: رحبة مالك بن طوق بين دمشق وحلب.
(٤) انظر في خصوص ثورة الأخوين: الطبري ٧/ ٥٣٥ وما يليها، وابن الأثير ٥/ ١٧ ومروج الذهب ٤/ ١٤٥ - ١٥١ ومقاتل الطالبيّين ١٧٢ و ٢٤٧ ومعارف ابن قتيبة ٢١٣ والوافي بالوفيات للصفدي ٦/ ٣١ (رقم ٢٤٦٤) والعقد الفريد ج ٥ ودائرة المعارف الإسلامية ٣/ ١٠٠٨ وشذرات الذهب ١/ ٢١٣.
(٥) هو إدريس الأوّل مؤسّس دولة الأدارسة بالمغرب، له ترجمة في المقفّى رقم ٦٩٥.
(٦) في مقاتل الطالبيّين ١٧٢: بنت أبي عبيدة بن عبد الله. وفي الأغاني ١٦/ ٢٨٢ روي لها شعر.
(٧) بين واسط والكوفة (ياقوت). وعيسى بن موسى بن محمد بن عبد الله بن عبّاس هو ابن عمّ المنصور والسفّاح.
(٨) هو تبر الإخشيدي. له ترجمة وجيزة في المقفّى: رقم ١٠٢٤. وفي الخطط ٤/ ٢٧١ ذكر مفصّل لهذا المسجد مع تبرير تسميته عند العامّة بمسجد التبن. وهذا مثال آخر من تطبيق المقريزي معياره في إدراج التراجم بكتابه: كلّ من دخل مصر، حيّا أو ميتا، بجثّة كاملة أو برأسه فقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>