للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأولى [سنة ٧٤١] (١).

ثم أفرج عن ولديه بعد أيّام.

وقد ولي الوزارة ثلاث مرّات.

وكان رضيّ الأخلاق حسن الشكل حلو اللسان. نسخ بخطّه عدّة مصاحف كريمة. وكان يكره قطع الأرزاق فتجنّب في جميع ولاياته قطع رزق أحد. وكان عاقلا كثير التؤدة ظاهر الرئاسة كثير الحشمة لا يدخل عليه أحد إلّا قام له.

وكان يكتب سريعا خطّا مليحا إلى الغاية.

١٥٢٢ - أبو ثابت الشّنهوريّ [٥٧٠ - ٦٢٨] (٢)

[١٨٩ ب] عبد الله بن ثابت بن عبد الخالق بن عبد الله بن رومي بن إبراهيم بن حسين بن عرفة بن هديّة، أبو ثابت، التجيبيّ، الخطيب، الشّنهوريّ.

ولد سنة سبعين وخمسمائة بالصعيد الأعلى فوق قوص، فاشتغل ومهر.

ومن نظمه [الطويل]:

لقد جدت حتّى قيل: أنت سحاب ... وأعليت حتى قيل: أيّ شهاب! (٣)

علمت بأنّ المال ليس بخالد ... فها أنت تعطيه بغير حساب

وكانت وفاته في رمضان سنة ثمان وعشرين وستّمائة [بشنهور].

١٥٢٣ - عبدويه ابن الجارود [- بعد ١٧٩] (١*)

[١٩٠ أ] عبد الله بن [عبد ربّه بن] الجارود، المعروف بعبدويه.

تغلّب على إفريقيّة حتى وليها هرثمة بن أعين، فأطاع عبدويه وسار إلى بغداد.

وكان من خبره أنّ الفضل بن روح بن حاتم (٢*) لمّا ولّى المغيرة بن بشر بن روح بن حاتم تونس، استخفّ بالجند، فأجمعوا رأيهم على عبدويه وأقاموه أميرا عليهم، وكان القائم بأمره محمد بن الفارسيّ، فبايعوه وأخرجوا المغيرة عنهم. فكتب عبدويه إلى الفضل أنّهم لم يخرجوا ابن أخيه خلافا عن الطاعة لكن لأحداث بدت منه فيها فساد الدولة. وطلب منه واليا غيره. فكتب في جوابه:

أمّا بعد، فإنّ الله عزّ وجلّ يجري قضاءه (٣*) فيما أحبّ الناس أو كرهوا، وليس اختياري واليا لو اخترته لكم أو اخترتموه بحائل دون شيء أراد الله عزّ وجلّ بلوغه فيكم. وقد ولّيت عليكم عاملا فإن دفعتموه فهو آية النكث منكم، والسلام.

وبعث إليهم عبد الله بن يزيد وضمّ إليه عسكرا. فعند ما خرج عبد الله إلى باب المدينة اندقّ زجّ لوائه فتطيّر الناس. وسار حتى [إذا] كان على مرحلة من تونس وجّه عبدويه منصور بن هيمان في جماعة ليعلم خبر قدومه، ولا يتعرّض لحرب ما وجد سبيلا إلى العافية.

فلمّا لقيه قال لأصحابه: قد علمتم عدوان الفضل حتّى إنّه يأخذ الرجل منكم في الأمر الذي


(١) أعيان العصر: سنة ٧٤٠.
(٢) التكملة ٣/ ٢٨٩ (٢٣٤٨)، والزيادة منها. وقال:
شنهور: بلدة من أعمال قوص. وعند ياقوت: سنهور بالمهملة: بين الإسكندرية ودمياط.
(٣) في المخطوط: أنت شهاب، والإصلاح من الوافي، ١٧/ ٩٨ (٧٩).
المقفى ج ٤* م ٩
(١*) البيان المغرب ١/ ٨٦ - الطبري تحت سنة ١٧٨ - الرقيق ١٠٧، ١٥١ - الحلّة السيراء ١/ ٨٤.
(٢*) ولي الفضل إفريقيّة سنة ١٧٧ وقتل في شعبان ١٧٨.
(٣*) في المخطوط: قضاياه. والإصلاح من البيان.

<<  <  ج: ص:  >  >>