للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الهداية (١) - شديد التعصب على الشافعيّة، يتظاهر بتنقّصهم والطعن عليهم، ويصرّح بأنه لو تحكّم فيهم لأتلفهم، ويتمنّى ذلك ويجتهد فيه ويبذل جهده في إزالتهم من أرض مصر والشام.

وكان شديد الإعجاب بنفسه كثير المدح لها والفخر على الناس، يرى أنّ كلّ أحد دونه.

وكان عارفا بالعربيّة واللغة، يقول شعرا سمجا.

٨٤٤ - أنص الملك المجاهد [- ٧٢٣] (٢)

[٢٢٨ أ] ابن السلطان الملك العادل كتبغا.

ولد بمصر ونشأ بها. وعانى الفروسيّة، وأكثر من الرمي بالسّهام حتى كان يرمي على قوس زنته تنيف على مائة وثمانين رطلا بالمصريّ (٣).

وشهد مع الملك خليل حصار عكّا وأصاب كثيرا من أهله بسهامه، فصوّب عليه أحدهم بسهم أصابت عينه حتى خرج النصل من قفاه فتلفت عينه، ثم بعد قليل ذهب ضوء أختها. فلمّا ملك أبوه لقّبه بالمجاهد.

ثمّ حجّ في سنة أربع وتسعين وستّمائة، ومعه الأمير سيف الدين طغجي وغيره من الأمراء.

ففرّق مالا عظيما، أنعم على الشريف أبي النمى أمير مكّة بعشرين ألف درهم، وعلى أولاده بعشرة آلاف درهم، وعلى الأمير طغجي بمائة وستّين ألف درهم، منها بدلة كلّها زركش فيها قبا تتريّ فيه ألف دينار. وفرّق على الغلمان والفقراء ثمانين ألف درهم.

وعمل طول الطريق روايا مملوءة سكّرا وسويقا ونحوه. وفرّق حلوى كثيرة حتى أبيعت العلبة من الحلواء بدرهمين والرطل السكّر بدرهم ونصف.

وخلع على جميع من معه من الأمراء والأجناد وغيرهم.

فلمّا ثار الأمير حسام الدين نائب السلطنة بمنزلة العوجاء من طريق الشام على الملك العادل كتبغا، وهزمه، وتسلطن عوضه (٤)، طار الخبر إلى مصر، فأراد الأمراء المقيمون بديار مصر إقامة المجاهد ابن كتبغا في السلطنة. وأخرج الأمير كرتاي نائب الغيبة المال لنفقة العساكر، وتحليفهم للمجاهد. فقال المجاهد: متى سمع أنّ السلطان كان أعمى؟ وليس قصدي سوى الحياة، وهذا يوجب قتلي (٥).

وامتنع منهم إلى أن حضر طقصبا الظاهريّ من قبل لاجين، وحلّف الأمراء له ودخل على المجاهد فقال له: إن مات أبي فما مات مهما كان عمّي يعيش- يعني لاجين.

فلمّا قدم لاجين وملك قلعة الجبل رعى له ما فعله وأكرمه وخلع عليه، وأنزله في بيت أبيه بالقاهرة. فاستمرّ به إلى أن مات يوم الثلاثاء ثالث


(١) واسمه غاية البيان ونادرة الأقران: كشف الظنون ٢٠٣٣.
(٢) الدرر ١/ ٤٤٥ (١٠٨١)، السلوك ٢/ ٢٥٢، أعيان العصر ١/ ٦٢٨ (٣٤٠) وهو فيه أنس.
(٣) لا نظفر في خصوص الموازين والأكيال بأرقام ثابتة بين مصدر وآخر. فابن فضل الله في مسالكه (ص ١٥ مع ملاحظات المحقّق أيمن فؤاد السيّد) والشيرزي في نهاية الرتبة في طلب الحسبة ص ١٦ مع ملاحظات المحقّقين، ودائرة المعارف الإسلامية (٦/ ١١٧ أفصل: مكاييل) تقدّم لنا تقديرات يمكن حصرها كما يلي: الرطل المصري: ١٤٤ درهما، والدرهم بالوزن الإغريقيّ: ٣ غرام ٥٤، فهو إذن: ٥٠٩ غرام ٧٦. أو هو أيضا:
٢٠٦٦ غرام في بعض العهود فالقوس تزن ٩١ كيلو غرام وهو مستبعد.
(٤) تسلطن لاجين في محرم ٦٩٦، السلوك ١/ ٨٢٦.
(٥) في الدرر: وهذا يعجّل موتي، وأنا لا أبصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>