للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبد الأعلى، وابن أخي ابن وهب، والربيع بن سليمان، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وغيرهم، من أهل خراسان، والعراق، والحجاز، والشام ومصر.

روى عنه ابنه إسماعيل، وأبو عليّ عبد الله بن محمد بن عليّ البلخيّ، ومحمد بن إسحاق الرشاديّ السمرقنديّ، وعثمان بن جعفر ابن اللبّان، وغيرهم.

قال الحاكم: هو إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة.

وقال الخطيب: كان أعلم الناس باختلاف الصحابة ومن بعدهم.

وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: كان محمد بن نصر إماما بمصر، فكيف بخراسان؟ (١)

وقال محمد بن محمد القاضي: كان الصدر الأوّل من مشايخنا يقولون: رجال خراسان أربعة:

ابن المبارك، وابن راهويه، ويحيى بن يحيى، ومحمد بن نصر.

وقال السليمانيّ: محمد بن نصر إمام الأئمّة الموفّق من السماء. له كتاب «تعظيم قدر الصلاة»، وكتاب «رفع اليدين»، وكتاب «القراءة في الصلاة»، وكتاب «قيام الليل»، وغير ذلك من الكتب المعجزة (٢).

وكان له مال يقارض عليه وينفق من غلّته.

وكان إسماعيل بن أحمد والي خراسان وأخوه يصله كلّ منهما بأربعة آلاف [درهم] في السنة، ويصله أهل سمرقند بأربعة آلاف. فكان ينفقها من السنة إلى السنة، فقيل له: لو ادّخرت لنا [ئبة] منه؟

فقال: سبحان الله! أنا بقيت بمصر كذا وكذا سنة، قوتي وثيابي وكاغذي وحبري وجميع ما أنفقه على نفسي في السنة عشرون درهما. أفترى إن ذهب هذا لا يبقى ذاك؟

وقد ذكرت له كرامات، منها ما رواه أبو الفضل محمد بن عبيد الله قال: سمعت الأمير إسماعيل بن أحمد يقول: كنت بسمرقند فجلست يوما للمظالم، وجلس أخي إلى جنبي. فدخل أبو عبد الله محمد بن نصر فقمت له إجلالا لعلمه، فلمّا خرج عاتبني أخي وقال: أنت والي خراسان، تقوم لرجل من الرعيّة؟ هذا ذهاب السياسة [١٦٩ ب]! فبتّ تلك الليلة وأنا متقسّم الفكر، فرأيت النبيّ صلّى الله عليه وسلم فأخذ بعضدي وقال: ثبّت الله ملكك وملك بنيك بإجلالك محمد بن نصر- ثمّ التفت إلى إسحاق أخي وقال: ذهب ملك إسحاق وملك بنيه باستخفافه بمحمد بن نصر.

وقال أبو محمد ابن حزم: أعلم الناس من كان أجمعهم للسنن وأضبطهم لها وأذكرهم لمعانيها وأدراهم بصحّتها وبما أجمع الناس عليه وبما اختلفوا فيه. وما نعلم هذه الصفة من بعد الصحابة أتمّ منها في محمد بن نصر المروزيّ. فلو قال قائل: ليس لرسول الله صلّى الله عليه وسلم حديث ولا لأصحابه إلّا وهو عند محمد بن نصر، لما بعد عن الصدق.

توفّي بسمرقند في المحرّم سنة أربع وتسعين ومائتين.

٣٤٣٧ - أبو صادق ابن نصير الطبريّ

محمد بن نصر- ويقال: ابن نصير- أبو صادق، الطبريّ.

سمع بمصر أبا جعفر الطحاويّ، ومحمد بن الربيع بن سلمان، وبدمشق من سعيد بن عبد العزيز الحلبيّ، وابن جوصا، وغيره. وسمع


(١) أي بأولى وأحرى في بلده، وهو مروزيّ.
(٢) هنا زاد الذهبيّ ١٤/ ٣٧: ولا معجز إلّا القرآن.

<<  <  ج: ص:  >  >>