وذهب إليها من مصر قاض ومفت وجماعة من أرباب الصنائع والزراعات، فاستحدثت بها المباني العظيمة وغرست فيها أصناف من الفواكه والبقول والزرع التي لم تكن معهودة لهم، وأنشئت فيها السواقي الكبيرة، وجدّدت بها البساتين والطواحين والمراكب. وذهب إليها جماعة من المهندسين لقياس أراضيها وبناء الجسور والقناطر واستحداث الخلجان والغدران حتى كأنّها الآن قطعة من صعيد مصر، وقسمت ولاياتها وتعدّدت حكّامها. ولولا أن في بعض المواضع من تلك الجهات براري وقفارا خالية من الماء والنبات لاستولت العساكر على معظمها. فسبحان مغيّر الأحوال! . كتبه الفقير الحسن بن محمد العطّار. وهذه علامة على: - أن المخطوط الأصلي، أي مسوّدة المقريزي، بقي بمصر- والمعلّق مصري فيما يبدو من امتداحه لسياسة محمد علي التعميرية- إلى سنة ١٨٣٠. - أنّ نسخة السليميّة، وقد خلت من هذا التعليق، لعلّها نقلت عن غير هذه المخطوطة، أو نقلت عنها قبل هذا التاريخ. (١) أياي: الدرر ١/ ٤٢١ (١١٠٠)، السلوك ٢/ ٧. (٢) السنباج والسنباذج: حجر صلب يصقل به (دوزي). (٣) الوافديّة: أجناد من أصل تتريّ أو مغوليّ التجئوا إلى مصر أو استقدموا كمرتزقة (الخطط ٢/ ٢٢١). (٤) تعليق في آخر الترجمة: اتّفق في تاريخ نيف وثلاثين بعد المائتين والألف أنّ محمد علي باشا حين تملّك الديار المصرية أرسل العساكر إلى بلاد السودان فملكت إلى- (٥) ابن المحسني عوّض قيدادار في ولاية القاهرة (الخطط ٢/ ١٥٠). وانظر ترجمته ج ٥ رقم ١٩٥٥. (٦) الوافي ٩/ ٤٥٨ (٤٤١٣)، المنهل ٣/ ٢١ (٥٦٧)، تالي وفيات الأعيان رقم ٢١.