للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨٤٩ - أياي متملّك النوبة [- ٧١١] (١) صاحب دمقلة

[٢٣٦ أ] قدم إلى مصر في آخر سنة أربع وسبعمائة، ومعه جمال وأنفار ورقيق وشبّ وس [ن] باذج (٢)، فقدّم ذلك للسلطان وسأل النجدة على ثائر قام عليه وأخرجه من ملكه. فأنزل بدار الضيافة وخلع عليه، وأجريت له الرواتب. واتّفق رأي الأميرين بيبرس وسلّار، وهما القائمان يومئذ بتدبير دولة الملك الناصر محمد بن قلاوون على تجريد عسكر معه، فعيّن ثلاثمائة فارس من أجناد الحلقة والأمراء. وكتب إلى ولاة الأعمال القبليّة بإخراج العربان ورجال الوافديّة (٣) مع الأمير قطصبا والي قوص ليسيروا صحبة متملّك النوبة.

وسار إياي إلى قوص، وأقام عند طقصبا حتى اجتمعت له العساكر من البرّ والبحر، وسار بهم إلى بلاد النوبة، ففرّ الثائر بدنقلة ومعه جمع كبير.

وعاد طقصبا فمرّ به وبالعسكر أهوال كبيرة من محاربة السودان، وقلّة الزّاد، وصعود الجبال، وسلوك الأوعار، وعبور الجزائر بحيث بقي أكثر العسكر مشاة لتلاف دوابّهم، وركبوا النيل إلى قوص فكانت غيبتهم تسعة أشهر ولم ينالوا طائلا.

فأقام إياي على مملكة النوبة إلى أن قتل في سنة إحدى عشرة وسبعمائة وملك بعده أخوه كرنبش (٤).

[٨٥٠ - أياز الملوحي]

[٢٣٥ أ] الأمير فخر الدين، ولّاه المنصور قلاوون الأعمال الغربيّة عوضا عن ناصر الدين محمد ابن المحسني (٥) الجزري.

٨٥١ - أياز المقرئ [- ٦٨٧] (٦)

[٢٣٥ أ] أياز المقرئ الحاجب، الأمير فخر


- أطراف بلاد الحبشة مع السهولة واستمرّت إلى الآن- أعني سنة خمس وأربعين (١٢٤٥/ ١٨٣٠) فجارته في تصرّفه وتمصّرت وجهّزت طرقاتها بحرا وبرّا مع الأمن حتى صارت كطريق ريف مصر يسلكها الواحد والجماعة.
وذهب إليها من مصر قاض ومفت وجماعة من أرباب الصنائع والزراعات، فاستحدثت بها المباني العظيمة وغرست فيها أصناف من الفواكه والبقول والزرع التي لم تكن معهودة لهم، وأنشئت فيها السواقي الكبيرة، وجدّدت بها البساتين والطواحين والمراكب. وذهب إليها جماعة من المهندسين لقياس أراضيها وبناء الجسور والقناطر واستحداث الخلجان والغدران حتى كأنّها الآن قطعة من صعيد مصر، وقسمت ولاياتها وتعدّدت حكّامها. ولولا أن في بعض المواضع من تلك الجهات براري وقفارا خالية من الماء والنبات لاستولت العساكر على معظمها. فسبحان مغيّر الأحوال! .
كتبه الفقير الحسن بن محمد العطّار.
وهذه علامة على:
- أن المخطوط الأصلي، أي مسوّدة المقريزي، بقي بمصر- والمعلّق مصري فيما يبدو من امتداحه لسياسة محمد علي التعميرية- إلى سنة ١٨٣٠.
- أنّ نسخة السليميّة، وقد خلت من هذا التعليق، لعلّها نقلت عن غير هذه المخطوطة، أو نقلت عنها قبل هذا التاريخ.
(١) أياي: الدرر ١/ ٤٢١ (١١٠٠)، السلوك ٢/ ٧.
(٢) السنباج والسنباذج: حجر صلب يصقل به (دوزي).
(٣) الوافديّة: أجناد من أصل تتريّ أو مغوليّ التجئوا إلى مصر أو استقدموا كمرتزقة (الخطط ٢/ ٢٢١).
(٤) تعليق في آخر الترجمة: اتّفق في تاريخ نيف وثلاثين بعد المائتين والألف أنّ محمد علي باشا حين تملّك الديار المصرية أرسل العساكر إلى بلاد السودان فملكت إلى-
(٥) ابن المحسني عوّض قيدادار في ولاية القاهرة (الخطط ٢/ ١٥٠). وانظر ترجمته ج ٥ رقم ١٩٥٥.
(٦) الوافي ٩/ ٤٥٨ (٤٤١٣)، المنهل ٣/ ٢١ (٥٦٧)، تالي وفيات الأعيان رقم ٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>