للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٦٨٢ - أبو المناقب القزوينيّ الصوفيّ [٥٤٨ - ٦٢٤] (١)

محمد بن أحمد بن إسماعيل بن يوسف بن محمد ابن العبّاس، أبو حامد، وأبو الفتح، وأبو المناقب، ابن أبي الخير، القزوينيّ، الطالقانيّ، الشافعيّ.

ولد يوم عاشوراء سنة ثمان وأربعين وخمسمائة- وقيل غير ذلك. وقدم بغداد وحدّث بها في صفر سنة عشرين وستّمائة.

قال ابن النجّار (٢): دخل ديار مصر وبلاد الروم، وقدم بغداد شابّا مع والده وسمع بها الحديث، وعاد مع والده إلى قزوين.

ثم إنّه أظهر الزهد ولبس الصوف وساح في بلاد الجزيرة والشام وديار مصر وبلاد الروم، وصار له قبول عند الملوك والسلاطين والأكابر. وكان يقول: أنا لا أقبل من مالهم شيئا إلّا ما آخذه لعمارة المشاهد والمزارات، والنفقة في سبيل الله.

وحدّث ببغداد بأربعينيّات قد جمعها، روى فيها عن أبي الوقت سماعا، وغيره. ثمّ ظهر كذبه وثبت أنّه سرقها من كتب المحدّثين وغيّر أسانيد بعضها. سمعته ببغداد يقول: كنت بمصر في أيّام القحط فكنت أدوّر في خرابها (٣)، فرأيت دارا عظيمة مشرفة البنيان، فدخلتها فلم أجد فيها أحدا. ثمّ خرجت مفكّرا فأتيت المقابر، فبينا أنا أدوّر بين القبور إذ رأيت قبرا مفتوحا، فاطّلعت عليه فلم أجد فيه أثرا لميت ولا دفن فدخلته واضطجعت فيه، فغلبتني عيناي فرأيت في منامي رجلا قد وقف عليّ وقال: أتعرفني؟

فقلت: لا.

فقال: أنا صاحب تلك الدار المليحة التي رأيتها، وأنا أعذّب من أجل بنائها، وأولادي ماتوا فيها بالجوع.

(قال): فانتبهت متعجّبا.

وقال المنذريّ: قدم مصر ولم يتّفق الاجتماع به وما علمت [أنّه] حدّث بها. وسمع ببغداد من والده، ومن شهدة بنت [أحمد] الإبريّ [الكاتبة].

وحدّث عن أبي عليّ الحسن بن أحمد الموسياباذي (٤) وأبي الوقت عبد الأوّل [بن عيسى]، وانتقد عليه ذلك.

وقال ابن المستوفي: [٦٢ ب] توفّي بقيساريّة في عاشر شهر ربيع الآخر سنة أربع عشرة وستّمائة (٥). وكان يورد من الأحاديث أغربها، ومن الأخبار أعجبها، ومن الحكايات أكذبها.

وسمع منه بالمسجد الجامع بإربل في قوله تعالى:

مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ- قال: أبي وأمّي- يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ [الرحمن: ١٩ و ٢٢]- قال: أنا وأخي- وقال: لا يخلو مجلسي من عالم أو جاهل، فإن كان عالما لا يرى على نفسه أن ينكر عليّ ما أقوله في ذلك المحفل. وإن كان جاهلا استحسن ذلك.

١٦٨٣ - الآقشهريّ [٦٦٥ - ٧٣٩] (٦)

محمد بن أحمد بن أمين بن معاذ بن إبراهيم بن


(١) التكملة ٣/ ١٩٤ (٢١٣٨) وفيها أنّ وفاته كانت سنة ٦٢٢ أو ٦٢٣.
(٢) ابن النجّار صاحب ذيل تاريخ بغداد له الترجمة ٣٢٣٠ (ت ٦٤٣).
(٣) حاشية في الهامش: يعني الكائن في أيّام الملك العادل سنة ٥٩٦.
(٤) الموسياباذي يدعى أيضا أبا صالح المؤذّن. حاشية ١ ص ١٩٥ من ترجمة المنذريّ.
(٥) عند المنذري سنة ٦٢٢ أو ٦٢٣. وزاد أنّ له أخا يدعى محمّد بن أحمد أيضا ويكنّى أبا بكر، هو الذي مات سنة ٦١٤، ولعلّ هذا هو سبب وهم المقريزيّ في تاريخ الوفاة.
(٦) الدرر ٣/ ٣٩٨ (٣٣٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>