للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن رشيق في الأنموذج (١): إنّ القزّاز فضح المتقدّمين وقطع ألسنة المتأخّرين، وكان مهيبا عند الملوك والعلماء، يملك لسانه ملكا شديدا.

وقال ابن ميسّر: وله كتاب «المثلّث» في اللغة، أحسن فيه، وأخذه أبو محمد عبد الله بن محمد البطليوسي (٢) ونسبه لنفسه، غير أنّه زاد فيه زيادة لطيفة فاشتهر كتاب ابن السّيد بخلاف كتاب القزّاز.

وله شعر صالح مطبوع. أنشد له المسبّحيّ في تاريخه الكبير قوله [الوافر]:

أما ومحلّ حبّك من فؤادي ... وقدر مكانه فيه المكين

لو انبسطت لي الآمال حتى ... تصيّر لي عنانك في يميني (٣)

لصنتك في مكان سواد عيني ... وخطت عليك من حذر جفوني

فأبلغ منك غايات الأماني ... وآمن فيك آفات الظنون

فلي نفس تجرّع كلّ يوم ... عليك بهنّ كاسات المنون

إذا أمنت قلوب الناس خافت ... عليك خفيّ ألحاظ العيون

وكيف، وأنت دنياي ولولا ... عقاب الله فيك لقلت: ديني

وقوله [الخفيف]:

أضمروا لي ودّا ولا تظهروه ... يهده منكم إليّ الضمير

ما أبالي إذا بلغت رضاكم ... في هواكم لأيّ حال أصير

وقوله [الوافر]:

أحين علمت أنّك نور عيني ... وأنّي لا أرى حتّى أراكا

جعلت مغيب شخصك عن عياني ... يغيّب كلّ مخلوق سواكا

[١٩٢ ب] وتوفّي بمصر- وقيل بالقيروان- في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة عن نحو سبعين سنة (٤).

والقزّاز نسبة إلى عمل القزّ.

[١٩٩٩ - محمد بن جعفر الصنهاجي [- ٦٠٣]]

محمد بن جعفر بن يحيى، أبو عبد الله، الصنهاجيّ، الفقيه الشافعيّ، الشاهد العدل.

تفقّه بالثغر على الفقيه أبي القاسم هبة الله بن معدّ بن البوريّ الدمياطيّ وروى عنه. وكانت له معرفة بعلم الكلام. وصنّف كتاب المسالك السديدة في شرح العقيدة.

وتوفّي بالإسكندريّة في سنة ثلاث وستّمائة.

٢٠٠٠ - الدبّاغ الظاهريّ [- ٣١٥]

محمد بن جعفر، أبو عبد الله، الدبّاغ، الفقيه على مذهب داود بن عليّ الأصبهانيّ.

كان أديبا من أهل المروءة. قال ابن يونس:


(١) الأنموذج ٣٦٥.
(٢) ابن السيد البطليوسي (٤٤٤ - ٥٢١): ترجم له ابن خلّكان (رقم ٣٤٧)، وذكر له كتاب «المثلّث» دون أن ينسبه إلى القزاز. ولم يذكره صاحب فصل «البطليوسي» في دائرة المعارف الإسلامية.
(٣) في المخطوط: من عنانك. والتصويب من الأنموذج.
ومن معجم الأدباء ١٨/ ١٠٧.
(٤) في الأنموذج ٣٦٩: وقد قارب التسعين، ووفاته كانت «بالحضرة» أي بالقيروان كما في إنباه الرواة ٣/ ٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>