للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٢١١ - أبو علي البغداديّ المقرئ [- ٤٣٨] (١)

الحسن بن محمد بن إبراهيم، أبو علي، البغداديّ، المقرئ، الفقيه المالكيّ، مصنّف كتاب الروضة في القراءات [الإحدى عشرة].

قرأ على أبي أحمد [عبيد الله بن محمد] الفرضيّ، وأحمد بن عبد الله السوسنجرديّ، وأبي الحسن ابن الحماميّ، وعبد الملك النهروانيّ، وطبقتهم.

وقرأ بالكوفة على محمد بن عبد الله الهروانيّ، ومحمد بن جعفر النجّار.

وقدم مصر وسكنها وصار شيخ الإقراء بها. قرأ عليه أبو القاسم [يوسف بن عليّ] الهذليّ، وأبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن غالب الخيّاط، و [محمد] ابن شريح [الإشبيليّ] صاحب الكافي (٢). وروى الروضة عنه عليّ بن محمد بن حميد الواعظ.

توفّي في رمضان سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة.

١٢١٢ - ابن كاسيبويه الكاتب [- ٥٨٨] (٣)

[٤٦٨ أ] الحسن بن إسماعيل بن كاسيبويه، قاضي عسقلان، أبو عليّ، القاضي المؤتمن، السعيد، جلال الملك، الأشرف، ضياء الدين.

... وروى عن أبي عمرو عثمان بن فرج

العبدريّ الأندلسيّ. وكتب في ديوان الإنشاء بالقاهرة عند الموفّق أبي الحجّاج يوسف بن الخلّال مدّة. فلمّا عمي ابن الخلّال استنابه في الديوان، وكان الديوان قد صار مقسوما بين ابن الخلّال وبين القاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي البيسانيّ. فباشر المؤتمن نيابة عن ابن الخلّال شركة للقاضي الفاضل، إلى أن قدم أسد الدين شيركوه إلى القاهرة وولي الوزارة للعاضد. فسأل أن يعيّن له كاتب من كتّاب الإنشاء. فبعث إليه العاضد بالقاضي الفاضل، فكتب لشيركوه ثمّ لصلاح الدين يوسف. ولزم المؤتمن بيته مدّة إلى أن قدم التاج أبو اليمن الكنديّ إلى مصر [و] سكن برحبة الجامع الأزهر. فصحبه المؤتمن، وتوصّل به، إلى أن استخدمه عند الأمير عزّ الدين فرخ شاه [بن شاهنشاه بن أيّوب]، وسار معه إلى دمشق. فلمّا مات فرخ شاه (٤) خدم بعده الملك المظفّر تقيّ الدين عمر بن شاهنشاه بن أيّوب. ثمّ خدم الملك الظاهر غازي ابن صلاح الدين يوسف بن أيّوب، وتوجّه معه إلى حلب، ثمّ عاد إلى دمشق وأقام بها في خدمته.

قال العماد الكاتب في حقّه: هو من صدور الكتّاب بمصر الذين يثنى عليهم الخنصر. ولم يزل في الدولة المصريّة مقدّما مصدّرا، وبكر فضله خلف حجاب الصّون مخدّرا، ما أحسن أثر يراعته خطّا، ومأثول براعته خطبا، وما أمكن خاطره المنير في سماء النظم لفلك المعاني قطبا. ولمّا زالت الدولة حار ابن كاسيبويه وكاد يخفى، ولو أنّه في العلم سيبويه. فآواه القاضي الفاضل، وغمرته منه الفواضل، وناضل عنه، وصيّره عزّ الدين فرخ شاه ابن شاهنشاه ابن أيّوب وزيره. وهو


(١) غاية النهاية ١/ ٢٣٠ (١٠٤٥)، والزيادة منه وفي تراجم شيوخه يسمّيه: الحسن بن علي بن إبراهيم، معرفة القرّاء الكبار رقم ٣٣٥، كشف الظنون ٩٣١.
(٢) الكافي في القراءات السبع لمحمّد بن شريح بن أحمد الإشبيلي الرعيني (ت ٤٧٦)، كشف ١٣٧٩. وانظر ترجمته في المقفّى رقم ٢٣٤٤.
(٣) الخريدة (مصر) ١/ ٥٤.
(٤) مات فرّخ شاه ابن أخي صلاح الدين في أوّل جمادى الآخرة ٥٧٨ (السلوك ١/ ٧٩، النجوم ٦/ ٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>