للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال المنذريّ- وقد ذكر وفاته: وصلّى عليه ولده محمّد بن محمد بن الوليد، وحضر القاضي الموفّق ابن الموفّق أبو الفتوح متولّي الأحكار والإشراف بالإسكندريّة. ولم يتمكّن الناس من دفنه لكثرة من صلّى عليه، وعمره تسع وستّون سنة، وكان استوطن الإسكندريّة في حدود سنة تسعين وأربعمائة.

وكان من الأئمّة المشهورين، والزهّاد المذكورين، ودرّس بالثغر وألّف كتاب «تعليق الخلاف»، وكتاب «سراج الملوك»، وكتاب «الحوادث والبدع»، وكتاب «برّ الوالدين»، وكتاب «العمدة في أصول الفقه»، وكتاب «تحريم الغناء»، وكتاب «الزهد والتصوّف»، وكتاب «السعود في الردّ على اليهود».

٣٤٩٤ - محمد بن وليد القرطبيّ [- ٣٠٩] (١)

[١٩٩ أ] محمد بن وليد بن محمد بن عبد الله بن عبيد، أبو عبد الله، الأندلسيّ، القرطبيّ.

سمع من العتبيّ وغيره، ورحل مع أسلم بن عبد العزيز. وسمع من يونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان، والمزنيّ، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم بمصر، ومحمد بن عبد الرحيم البرقيّ، ومحمد بن سحنون، وغيره.

وكان حافظا للفقه، عالما بالشروط، مشاورا في الأحكام، متقدّما عند القاضي أحمد بن محمد بن زياد، طويل اللسان، كثير الملق. واتّهم بالكذب ورفع الحديث إلى الأمير.

وقد روى عنه الناس وسمعوا منه.

توفّي للنصف من ذي القعدة سنة تسع وثلاثمائة.

٣٤٩٥ - أبو الحسين ابن ولّاد النحويّ [- ٢٩٤] (٢)

محمد بن الوليد بن محمد، والوليد يعرف بولّاد، أبو الحسين، التميميّ، المصريّ، النحويّ.

رحل إلى بغداد وأقام بها ثمانية أعوام، وقرأ كتاب سيبويه على المبرّد، وعاد إلى مصر فتصدّر.

وسمع على ثعلب. وأخذ بمصر عن أحمد بن جعفر الدينوريّ، ومحمود بن حسّان النحويّ، وصنّف كتاب المنمّق في النحو. وكان حسن الخطّ، جيّد الضبط.

وتزوّج أبو عليّ الدينوريّ أمّه، واتّفق أنّه لمّا رحل لأخذ كتاب سيبويه عن المبرّد، كان المبرّد لا يمكّن أحدا من نسخته، وكان يضنّ به ضنّا شديدا. فكلّم ابن ولّاد ابنه فيه، على أن يجعل له في كلّ كتاب منه جعلا، فأجابه إلى ذلك وأكمل نسخه، ثمّ إنّ المبرّد ظهر على ذلك، فسعى بابن ولّاد إلى بعض خدم السلطان ليحبسه له ويعاقبه.

فامتنع منه ابن ولّاد بصاحب خراج بغداد، وكان يؤدّب ولده، فأجاره منه. ثمّ ألحّ صاحب الخراج على المبرّد في أن يقرأ عليه ابن ولّاد الكتاب حتى فعل.

وتوفّي ابن ولّاد، وقد بلغ الخمسين وغلب عليه الشّيب، سنة ثمان وتسعين ومائتين بمصر.

وكان يخمع برجله، وأوصى عند موته أن يدفن معه كتاب سيبويه، فصار إلى ابنه أبي العبّاس أحمد بن محمد بن ولّاد، وانتقل إلى الدقّاق،


(١) جذوة المقتبس ٨٨ (١٥٣)، ابن الفرضيّ ٢/ ٣٣ (١١٨٠).
(٢) الوافي ٥/ ١٧٥ (٢٢١٦)، بغية الوعاة ١١٢، طبقات الزبيديّ ٢١٧ (١٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>