للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حبّ عليّ بعد النبيّ ولا ... أشتم صدّيقنا ولا عمرا

و[لا] ابن عفّان في الجنان مع ال ... أبرار ذاك القتيل مصطبرا

[١٢٧ ب] لا لا ولا أشتم الزبير ولا ... طلحة إن قال قائل: غدرا

وعائش الأمّ لست أشتمها ... من يفتريها فنحن منه برا

قال الأصمعي: كان نقش خاتم المأمون:

عبد الله بن عبيد الله.

*** ولمّا دخل المأمون بغداد تلقّاه أهلها، فقال له رجل من الموالي: (١) يا أمير المؤمنين، بارك الله لك في مقدمك، وزاد في نعمتك، وشكرك عن رعيّتك، فقد فقت من قبلك وأتعبت من بعدك، وآيست أن يعتاض منك لأنّه لم يكن مثلك ولا علم شبهك. أمّا فيمن مضى فلا يعرفونه، وأمّا في من بقي فلا يرتجونه. فهم بين دعاء لك وثناء عليك وتمسّك بك، أخصب لهم جنابك واحلولى لهم ثوابك، وكرمت مقدرتك وحسنت أثرتك ولانت نظرتك فجبرت الفقير وفككت الأسير، وأنت كما قال الشاعر [المنسرح]:

ما زلت في البذل للنوال وإط ... لاق لعان بجرمه علق

حتّى تمنّى البراء أنّهم ... عندك أمسوا في القدّ والحلق (٢)

فقال له المأمون: مثلك يعيب من لا يصطنعه ويعرّ (٣) من يجهل قدره. فاعذرني في سالفتك،

فإنّك ستجدنا في مستأنفك (١*).

ويقال: لم يحفظ القرآن أحد من الخلفاء، إلّا عثمان بن عفّان والمأمون (٢*).

*** وقال الحسن بن أبي سعيد: نا ذو الرئاستين في شوّال سنة ثنتين ومائتين أنّ المأمون ختم القرآن في شهر رمضان ثلاثا وثلاثين ختمة. أما سمعتم في صوته بحوحة؟ إنّ محمد بن أبي محمد اليزيدي في أذنه صمم: كان يرفع صوته ليسمع، وكان يأخذ عليه.

[[شغف المأمون بالحديث]]

وقال يحيى بن أكثم القاضي: قال لي المأمون يوما: يا يحيى إنّي أريد أن أحدّث.

فقلت: ومن أولى بهذا من أمير المؤمنين؟

فقال: ضعوا منبرا بالحلبة.

فصعد وحدّث. فأوّل حديث حدّثنا به عن هشام عن أبي الجهم عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: امرؤ القيس صاحب لواء الشعر إلى النار.

ثمّ حدّث بنحو من ثلاثين حديثا. ثم نزل، فقال لي: يا يحيى كيف رأيت مجلسنا؟

قلت: أجلّ مجلس يا أمير المؤمنين، يفقّه الخاصّة والعامّة.

قال: لا وحياتك، ما رأيت لكم حلاوة، إنّما المجلس لأصحاب الخلقان (٣*) والمحابر- يعني أصحاب الحديث.

وقال إبراهيم بن سعيد الجوهريّ: لمّا فتح المأمون مصر قام فرج الأسود فقال: الحمد لله يا


(١) الخبر في العقد، ٢/ ١٣٤ وتاريخ بغداد، ١٠/ ١٨٤.
(٢) البراء ج. بريء.
(٣) يعرّه: يسوءه.
(١*) نهاية الأرب، ٣/ ١٨٩.
(٢*) تاريخ بغداد، ١٠/ ١٩٠.
(٣*) الخلقان (ج خلق): الأثواب البالية.

<<  <  ج: ص:  >  >>