للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شهد صفّين مع عليّ رضي الله عنه وحضر النهروان مع الحروريّة وارتثّ (١)، فكان أوّل من أتى مصر برأي الخوارج، وأقام بها حتى قام عبد الله بن الزبير بمكّة بعد موت يزيد بن معاوية يدعو إلى نصرة الحرم، فخرج إليه فيمن خرج منها، والأمير بمصر يومئذ مسلمة بن مخلد الأنصاري. فأقاموا معه يمنعون الكعبة أن تنتهك حرمتها. ثمّ قدم مع عبد الرحمن بن عتبة بن جحدم إلى مصر في شعبان سنة أربع وستّين، ومعه جمع كبير من الخوارج الذين كانوا مع ابن الزبير من أهل مصر وغيرهم، فأظهروا التحكيم وقالوا: لا حكم إلّا لله، ودعوا إليه (٢).

١١٢٣ - الحرّ الأمويّ أمير مصر [- ١١٣] (٣)

[٥٢٢ أ] الحرّ بن يوسف بن يحيى بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف.

ولّاه هشام بن عبد الملك الصلاة والحرب بمصر فقدمها لثلاث خلون من ذي الحجّة سنة خمس ومائة بعد محمد بن عبد الملك بن مروان، فأقرّ حفص بن الوليد على شرطه. وانتقض عامّة أهل الحوف الشرقيّ من أجل أنّ عبيد الله بن الحبحاب متولّي الخراج زاد على كلّ دينار قيراطا. فبعث إليهم الحرّ بأهل الديوان فحاربوهم وقتلوا منهم بشرا كثيرا، وذلك سنة سبع ومائة، وهو أوّل انتقاض القبط بمصر. ورابط الحرّ بدمياط ثلاثة أشهر، واستخلف حفصا، ثمّ وفد إلى هشام بن عبد الملك في شوّال منها، واستخلف حفصا [على الفسطاط] حتى قدم في ذي القعدة.

وفي إمارته انحسر النيل عن البرّ، فكتب إلى هشام أنّ النيل انكشف عن أرض ليست لمسلم ولا لمعاهد، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لنا بالبناء فيها فإنّ الناس مضطرّون إليها، فأذن له في بنائها قيساريّة، فابتدأ بناءها في رجب منها حتّى فرغت.

وفي سنة ثمان [ومائة] تباعد ما بينه وبين عبيد الله بن الحبحاب، فكتب عبيد الله إلى هشام يكثر من ذمّه. وكتب الحرّ يستعفي، فصرفه هشام في ذي القعدة سنة ثمان ومائة، فكانت ولايته على مصر ثلاث سنين سواء.

وعاد إلى دمشق فولّاه الموصل، فبنى بها دارا سمّيت «المنقوشة». لأنّه نقشها بالساج والرخام والفصوص الملوّنة.

ورأى ذات يوم امرأة تحمل جرّة ماء، فإذا تعبت وضعتها ساعة ثمّ حملتها، وذلك لبعد الماء. فكتب إلى هشام بذلك فأمره أن يحفر نهرا إلى البلد فحفره فكان أكثر شرب أهل البلد منه، وبقي العمل فيه عدّة سنين.

ولم يزل على الموصل حتّى مات بها في ذي الحجّة سنة ثلاث عشرة ومائة.

١١٢٤ - أبو عمر الجهنيّ المحدّث [- ٢٠٤] (٤)

[٥٢٣ أ] [٣٤٠ أ] حرملة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة الجهنيّ، أبو عمر.

كوفيّ قدم مصر وحدّث بها عن أبيه وعمّه عبد الملك بن سبرة، وعثمان بن مضرّس (٥).

حدّث عنه الحميديّ، وعليّ بن حجر، وأحمد بن الفرح الحجازيّ، وطائفة كثيرة.


(١) ارتثّ بالبناء للغائب: جرح.
(٢) زاد الكنديّ: فاستعظم الجند ذلك.
(٣) الكندي ٧٣، مختصر ابن عساكر ٢٣/ ٢٨٠ (١٦٣).
(٤) تهذيب التهذيب ٢/ ٢٢٨ (٤٢٤).
(٥) عبد الملك بن الربيع بن سبرة: تهذيب التهذيب ٦/ ٣٩٣. وعثمان بن مضرّس: لسان الميزان ٤/ ١٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>