للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لأصحابه: من أراد الحياة التي ليس بعدها موت، والراحة التي ليس بعدها نصب، والسرور الذي ليس بعده حزن، فليتقرّب إلى الله بقتال هؤلاء المحلّين! الرواح إلى الجنّة! - وذلك عند العصر، فحمل في أصحابه حملة واحدة فقتلوا رجالا، وكشفوهم. وكاثرهم أهل الشام من كلّ جانب وقاتلهم أدهم بن محرز الباهليّ، فقتل ابن وال، فأخذ الراية رفاعة بن شدّاد البجليّ وقاتل قتالا شديدا حتى غشيهم الليل، وقد قتل رجال كثير.

فعاد الحصين بأهل الشام إلى معسكرهم، وسار رفاعة بمن معه يريد الكوفة، فلم يتبعه الحصين، وعاد إلى ابن زياد فأقام معه حتّى بعث المختار بن أبي عبيد الثقفيّ إبراهيم بن الأشتر النخعيّ لقتال ابن زياد.

فلمّا التقى الجمعان (١) كان الحصين على ميمنة ابن زياد، فحمل على ميسرة ابن الأشتر فهزمها.

ثمّ حمل ابن الأشتر على القلب فقتل ابن زياد.

وحمل شريك بن جدير التغلبي على الحصين، فاعتنق كلّ منهما صاحبه فنادى التغلبي: اقتلوني وابن الزانية! - فقتلوا الحصين، وذلك في سنة سبع وستّين بأرض الموصل. وبعث المختار برأس عبيد الله بن زياد والحصين بن نمير، ومعهما رأس ابن ذي الكلاع إلى محمد ابن الحنفيّة بمكّة، فنصبت الرءوس الثلاث على باب المسجد.

١٢٧٥ - حفص بن الوليد الحضرميّ أمير مصر [- ١٢٨] (٢)

حفص بن الوليد بن سيف بن عبد الله بن الحارث بن جبل بن كليب بن عوف بن معاهد بن

عمرو بن زيد بن مالك بن زيد بن الحارث بن عمرو بن حجر بن قيس بن كعب بن سهل بن زيد بن حضرموت، الحضرميّ، أبو [بكر، أمير مصر].

كان أشرف حضرميّ بمصر في أيّامه، ولم يكن خليفة من بعد الوليد بن عبد الملك إلّا وقد استعمله. وحدّث عنه يزيد بن أبي حبيب، وعمرو بن الحارث، والليث بن سعد، وعبد الله بن لهيعة، وغيرهم. وشرّفه [٤١٣ أ] هشام بن عبد الملك بن مروان [فجعله] على شرط الحرّ بن يوسف [ابن يحيى بن الحكم بن أبي العاص]. وخلفه على الفسطاط مرّتين. فلمّا صرف هشام الحرّ عن مصر، ولّى حفصا بعده في ذي القعدة سنة ثمان ومائة. فكتب عبيد الله بن الحبحاب متولّي خراج مصر إلى هشام: إنّك لم تعزل الحرّ إذ ولّيت حفصا.

فردّ ولاية مصر إلى اختياره فاختار عبد الملك بن رفاعة بن خالد [الفهميّ]، وصرف حفصا يوم النحر بعد جمعتين- وقيل: بل صرفه سلخ ذي الحجّة. فوجد على هشام. فأخرجه إلى الترك فولّاه الصائفة. فغزا ثمّ رجع فولي بحر مصر من سنة تسع عشرة إلى سنة ثنتي وعشرين: أربع سنين.

ثمّ استخلفه حنظلة بن صفوان لمّا سار إلى إفريقيّة واليا عليها. فأقرّه هشام بن عبد الملك على جند مصر [وأرضها] من يوم الاثنين لسبع خلون من ربيع الآخر سنة أربع وعشرين إلى ليلة الجمعة لثلاث عشرة خلت من شعبان منها. فجمع له الصلاة والخراج جميعا. فجعل على شرطه عقبة بننعيم الرعينيّ، وعلى الديوان يحيى بن عمرو، وعلى الزمام عيسى بن عمرو. وكانت أرزاق المسلمين لكلّ رجل اثني عشر إردبّا


(١) بالخازر. انظر مروج الذهب، ٣/ ٢٩٨.
(٢) الوافي ١٣/ ٩٧ (٩٦) - الكنديّ، ٧٤ - النجوم ١/ ٢٦٣، ٢٩٢، ٣٠٢ - مختصر ابن عساكر، ٧/ ٢١١ (٢٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>