ومحمّد بن الحسن صاحب الترجمة، وكنيته أبو عبد الله، هو غير أخويه، أبي القاسم عليّ الذي ولي صقلّية بعد أحمد ثمّ يعيش في نصف شعبان ٣٥٩، وأبي الحسين أحمد. وعليه ففي هذه الترجمة التباس من وجهين: ١ - تكنية أحمد بن الحسين بكنية أخيه عليّ (وسنتبيّن من ترجمة جعفر بن محمد بن الحسن، ابن المترجم هنا، أنّ أبا القاسم هو عليّ). وهذه الكنية، أبو القاسم، قد تنطبق على من اسمه محمّد، مثل كنية أبي عبد الله أيضا. ٢ - السكوت عن سبب خروج مترجمنا إلى المهديّة. فالمصادر- ومنها المقفّى- تقول إنّ المعزّ استدعى الأمير أحمد بأهله وماله، ولا تقول إنّ الدعوة شملت أخاه الأمير محمدا. والرأي عندنا أنّ المقريزيّ خلط بين الأخوين: أحمد، في خروجه إلى طرابلس، ومحمّد، في التحاقه بالمعزّ في مصر. وهذا الخلط قد وقع له في ترجمة أبي العرب التميمي التي شملت عناصر من ترجمة حفيده. وإنّ حذف هذه الفقرة التي جعلناها بين مربّعين من أحد النصّين لدليل على أنّ المقريزي قد تنبّه إلى الخلط، وأنّه ربّما أصلح الأمر عند تبييض مسوّدة المقفّى، إن قدّر له أنّ يبيّضها. (١) أبوه حسام الدين (ت ٦٩٩) مرّت ترجمته رقم ١١٤٧. (٢) ترجمة مكرّرة ص ٢٠٤ أو ٢٠٨ أ. (٣) الأمير أحمد بن الحسن يكنّى أبا الحسين. أمّا أبو القاسم فأخوه عليّ بن الحسن الذي خلفه على صقلّية بعد فترة يعيش. (٤) في الكامل (سنة ٣٥٩) أنّ المعزّ هو الذي استعمل يعيش على صقلّية، ثمّ عوّضه بأبي القاسم [عليّ] بن الحسن فوليها من ٣٥٩ إلى استشهاده في معركة مع الروم سنة ٣٧١ (الكامل تحت السنة) أو سنة ٣٧٢ (نهاية الأرب ٢٤/ ٣٧٥). هذا في خصوص علي بن الحسن. أمّا أحمد بن الحسن، فقد توفّي بطرابلس في ٢٧ ذي الحجّة ٣٦٠، وقد كان خرج إليها من صقلّية في أسطول عظيم لدعم الجيش الفاطميّ بمصر (ابن- (٥) وفاته في الترجمة الأولى (ورقة ٢٠٤ أ) كانت يوم الجمعة لثمان خلون من جمادى الآخرة ٣٦٣. وفي الاتّعاظ، ١/ ٢٠٢، أنّ القاضي النعمان توفّي أوّل رجب، بعد تسعة عشر يوما من وفاة محمّد بن الحسن. فتكون وفاة المترجم يوم ١١ جمادى الآخرة، وهو يوم اثنين. فلذلك أصلحنا جمادى الأولى بالثانية كما في الترجمة الأولى، وأسقطنا منها يوم الجمعة.