للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فجهّز أبو محمد السلطان أبا إسحاق وأخرجه إليهم فهزموه ونازلوا تونس أيّاما، ثمّ مضوا عنها إلى القيروان، ثم إلى قفصة.

ولم يزل الحاجب أبو محمد على استبداده بالأمور حتّى مات أوّل ستّ وستّين وسبعمائة، فشهد السلطان جنازته حتّى دفن بالمدرسة التي بناها (١).

واستبدّ بعد موته [أبو إسحاق] بسلطانه وولّى حجابته أبا عبد الله محمد، ابن الحاجب أبي محمد.

١٥١٢ - أبو محمد الرّيغي المغربيّ [٥٤٩ - ٦٤٥] (٢)

[١٨٠ أ] عبد الله بن إبراهيم بن سعيد بن القائد، أبو محمد، الهلاليّ، الريغيّ- بالغين المعجمة- المالكيّ، الفقيه، الخطيب، الحاكم.

تفقّه بالإسكندريّة وسمع الحديث بها من الفقيه أبي الطاهر إسماعيل بن مكّي بن عوف، والفقيه أبي القاسم مخلوف بن علي بن جارة.

وأجاز له الحافظ أبو الطاهر السّلفيّ.

وقدم مصر وسمع بها الإمام أبا القاسم الشاطبيّ، واشتغل بها مدّة، ثمّ أعاد بالمدرسة المجاورة لجامع مصر.

وتوجّه إلى الاسكندريّة وولي القضاء بها بعد موت أبي القاسم عبد الرحمن بن سلامة، وذلك

في سنة ثلاث وستّمائة. فحمدت سيرته واشتهرت ديانته وثبوته في الأحكام وصلابته. وقدم مصر بعد هذا مرّات.

قال الحافظ زكيّ الدين أبو محمد عبد العظيم المنذري، وقد ذكر ما تقدّم (١*): اجتمعت به وسألته الدعاء وذاكرته من سمع فذكر لي ما قدّمته. وحدّث بالإسكندريّة بكتاب الموطّأ، ولم أجد معه شيئا من مسموعاته، ورغبت إليه في الإجازة لي ولأولادي فأجاب إلى ذلك، وكتب به خطّه، وهو أحد العلماء العاملين. ورواؤه (٢*) يشهد بما اشتمل عليه باطنه من الخير والدين.

سألته عن مولده فذكر ما يدلّ أنّه سنة تسع وأربعين، أو سنة إحدى وخمسين وخمسمائة.

وبلغنا أنّه توفّي بالإسكندريّة في ليلة الأحد ودفن يوم الأحد الثامن والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة خمس وأربعين وستّمائة رحمه الله.

١٥١٣ - ابن الفقيه نصر [٦٠٥ - ] (٣*)

[١٨١ أ] عبد الله بن إبراهيم بن نصر بن ظافر بن هلال، جلال الدين، أبو محمد، ابن برهان الدين


(١) مدرسة ابن تافراجين تقع في حومة حوانيت عاشور بمدينة تونس قرب مقام الشيخ إبراهيم الرياحيّ، وهي الآن محلّ سكنى. انظر في شأنها: تاريخ معالم التوحيد للشيخ محمد ابن الخوجة تحقيق حمّادي الساحلي والجيلاني ابن الحاج يحيى، دار الغرب الإسلاميّ ١٩٨٥ ص ٢٧٩ هامش ١.
(٢) أعلام النبلاء، ٢٣/ ٢٧٢ (١٨٣) وزاد في نسبه:
المغربيّ، وقال: ولد بالريغ وهي ناحية بجنوب المغرب، من عمل قسطيلية من بلاد الجريد.
(١*) لم نجده في التكملة.
(٢*) الرواء (روى): حسن المنظر.
(٣*) الفقيه نصر بن إبراهيم بن نصر بن إبراهيم بن داود النابلسيّ (ت ٤٩٠): أعلام النبلاء ١٩/ ١٣٦ (٧٢). وقد مرّت ترجمة إبراهيم بن نصر «بن ظافر المعروف بابن الفقيه نصر» برقم ٣٨٤ (ت ٦٣٨) وهو شاعر ذكره السيوطي في شعراء مصر: حسن المحاضرة ١/ ٢٧١.
ويكون عبد الله هذا ابنا للشاعر حفيدا للفقيه. وتأتي ترجمة (رقم ٢٥٩٧) لحفيد آخر للفقيه نصر من جهة الأمّ هو الصدر البارنباري (ت ٧١٤)، ولا يخفى أنّ التواريخ للوفيات بعيدة.
وذكره ابن فضل الله في المسالك ١٨/ ١٨٩ باقتضاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>