للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حديثا سمّاها «الأربعين الفخريّة في الأحاديث النبويّة»، وقرأها عليه بدمياط في سنة ثمان وثمانين وستّمائة.

وكان إماما بالمسجد المعروف بمسجد البرزخ.

١٨٣٧ - مكرّرة عن رقم ١٨٠٩

١٨٣٨ - أبو عمر ابن قدامة الحنبليّ [٥٢٨ - ٦٠٧] (١)

محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر، أبو عمر، ابن أبي العبّاس، المقدسيّ، الدمشقيّ، الصالحيّ، الحنبليّ.

قدم إلى مصر وسمع بها من أبي محمد عبد الله بن برّيّ وغيره. ونزل بدمشق في مسجد أبي صالح بباب شرقيّ وأقام به مدّة، ثمّ انتقل منه بجماعته ونزل بجبل قاسيون، فقال الناس:

الصالحيّة- نسبوهم إلى مسجد أبي صالح المذكور. ولم يكن عند نزولهم بسفح قاسيون من بناء غير دير الحورانيّ وأماكن يسيرة، فعمّر هناك المدرسة المعروفة بمدرسة أبي عمر، وأنشأ الناس حولها المساكن حتّى صارت بلدا كبيرا.

وسمع بدمشق أبا عبد الله محمد بن صدقة الحرّانيّ، وأبا القاسم عبد الرحمن بن عبد العزيز الأزديّ، وجماعة. وخرّج له الحافظ أبو محمد عبد الغنيّ بن عبد الواحد [١٠٧ ب] المقدسيّ أربعين حديثا حدّث بها وسمعها عليه الحافظ أبو محمّد عبد العظيم المنذريّ.

وولد بقرية جمّاعيل في سنة ثمان وعشرين وخمسمائة. وكان شيخا صالحا طارحا للتكلّف، زاهدا ورعا، على نهج الصالحين، تفقّه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل. وقرأ النحو على ابن برّيّ، وقرأ عليه القرآن بحرف أبي عمرو.

وكان يخرج من ثلث الليل الأخير إلى المسجد فيصلّي إلى الفجر ويتهجّد إلى أن ترتفع الشمس، ويلقّن من حضر القرآن إلى وقت الضحى، فيصلّي ثماني ركعات، ويقرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ألف مرّة، ويصوم الدهر، ويحافظ على الصلوات في الجماعات. ويقرأ كلّ يوم سبعا [من] القرآن بين الظهر والعصر، ويقرأ بعد العشاء الآخرة آيات الحرس، ويس، وتبارك والواقعة، والمعوّذتين وقل هو الله أحد. ويزور المقابر بعد العصر، ويصعد يومي الاثنين والخميس إلى مغارة الدم ماشيا [بالقبقاب]، ويصلّي فيها ما بين الظهر والعصر، فإذا نزل جمع الشيح من الجبل وحمله إلى بيوت الأرامل واليتامى، ويحمل إليهم في الليل الدراهم والدقيق، ولا [يعرفونه]. [وكان لا] ينام إلّا على حصير [ويأكل] (٢) خبز الشعير.

وكان كثير الإيثار، ويحضر الغزوات مع السلطان صلاح الدين يوسف بن أيّوب.

وكان أخوه الشيخ موفّق الدين (٣) أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة يثني عليه ويقول: «هو شيخنا ربّانا وأحسن إلينا»، وكراماته كثيرة.

وتوفّي عشيّة الاثنين ثامن عشر ربيع الأوّل سنة سبع وستّمائة، ودفن بقاسيون.


(١) الذيل على الروضتين ٧١، الوافي ٢/ ١١٦ (٤٥٣)، شذرات ٥/ ٢٧، التكملة ٢/ ٢٠٢ (١١٤٧). وانظر عن أسرة ابن قدامة الحنبليّة، دائرة المعارف الإسلاميّة ٣/ ٨٦٦، البداية والنهاية ١٣/ ٥٩.
(٢) كلمات مطموسة أو ضائعة لأنّها كتبت بالهامش في أطراف الورقة، وأصلحناها من أبي شامة.
(٣) هو الذي ترجمته دائرة المعارف ٣/ ٨٦٦، مع كنية أبي أحمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>