للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكتب معاوية في أسفل كتاب أبي أيّوب [البسيط]:

أبلغ لديك أبا أيّوب مألكة ... أنّا وقومك مثل الذئب والنّقد (١)

إمّا قتلتم أمير المؤمنين فلا ... ترجوا الهوادة عندي آخر الأبد

إنّ الذي نلتموه ظالمين له ... أبقت حزازته صدعا على كبدي

إنّي حلفت يمينا غير كاذبة ... لقد قتلتم إماما غير ذي أود

لا تحسبوا أنّني أنسى مصابته ... وفي البلاد من الأنصار من أحد

أعزز عليّ بأمر لست نائله ... واجهد علينا فلسنا بيضة البلد

قد أبدل الله منكم خير ذي كلع ... واليحصبيّين أهل الحوف والجند

إنّ العراق لنا فقعا بقرقرة ... أو شحمة بزّها شاق ولم يكد

والشام ينزلها الأبرار، بلدتها ... أمن، وحومتها عريسة الأسد

فلمّا قرأ أبو أيّوب الكتاب على عليّ رضي الله عنه، قال: لشدّ ما شحذكم به معاوية يا معشر الأنصار! أجيبوا الرجل!

فقال أبو أيّوب: يا أمير المؤمنين، ما أشاء أن أقول من الشعر ما يعيى الرجل به إلّا قلته.

فقال: أنت إذن أنت!

فكتب أبو أيّوب إلى معاوية: لا تنسى الشيباء الشمطاء ثكل ولدها ولا أبا عذرتها فضربتها مثل [ابقتل] عثمان. وما نحن وقتل عثمان؟ إنّ الذي تربّص بعثمان وثبّط يزيد بن أسد وأهل الشام عن

نصرته لأنت، وإنّ الذين قتلوه لغير الأنصار- وكتب في آخره:

لا توعدنّا ابن حرب، إنّنا بشر ... لا نبتغي ودّ ذي البغضاء من أحد

فاسعوا جميعا بني الأحزاب كلّكم ... لسنا نريد ولاكم آخر الأبد

نحن الذين ضربنا الناس كلّهم ... حتّى استقاموا وكانت عرضة الأود

والعام قسرك منّا إن أقمت لنا ... ضربا يزيّل بين الروح والجسد

أمّا عليّ فإنّا لن نفارقه ... ما رقرق الآل في الداويّة الجرد

وما تبدّلت منّا بعد نصرتنا ... دين الرسول أناسا ساكني الجند

لا يعرفون- أضلّ الله سعيهم ... إلّا اتّباعكم يا راعي النقد

فقد برى الحيّ ولاقيا وذي كلع ... واليحصبيّين طرّا بيضة البلد (٢)

ألّا ندافع كفّا دون صاحبها ... حدّ الشقاق ولا أمّ على ولد

فلمّا أتى معاوية كتاب أبي أيّوب كتمه.

١٣٣٠ - ابن حبيش الصدفيّ [- بعد ١٦٠ (٣)

خالد بن سعيد بن ربيعة بن حبيش، الصدفيّ، أحد وجوه مصر.

كان جدّه ربيعة من خاصّة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه وشيعته، وحضر الدار.


(١) وقعة صفّين، ٤١٧. والنقد: ضرب من الغنم.
(٢) في المخطوط: فقد برى الحيّ ولاقيا ولي كلغ. فأخذنا بقراءة وقعة صفّين، ٤١٩. والبيت يبقى غامضا.
(٣) الكندي، ١٠٤، ١١١ - ١١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>