للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٠٠٦ - بيبغا التركمانيّ [- ٧٠٧] (١)

[٣١٩ أ] بيبغا التركماني الخاصّكيّ، الأمير سيف الدين، أحد مماليك الملك الناصر محمد بن قلاوون.

كان شابّا جميلا كريما، له عند السلطان مكانة مكينة ويرجع إلى قوله. إلّا أنّه لم يسعد جدّه:

وذلك أنّ السلطان لمّا ضاق ذرعه من شدّة تحكّم الأميرين بيبرس وسلّار عليه، قصد الاستبداد بالأمر، وواعد الأمير بكتمر الجوكندار على الفتك بالأميرين. فلم يتمّ له ذلك، وعلما بما وقع الاتّفاق عليه، فاتّفقا مع الأمراء وما زالوا بأجمعهم حتى أخرج السلطان إليهم بعدّة من خاصكيّته، منهم بيبغا هذا، وأيدمر المرقبيّ، وخاص ترك.

فأوسعهم بيبرس وسلّار سبّا وتوبيخا وحملاهم على البريد إلى القدس في ثالث عشر المحرّم سنة سبع وسبعمائة. فبعث الأمير آقوش الأفرم نائب الشام [٢٧٥ ب] ينكر على الأميرين إخراج خاصّكيّة السلطان ويهدّدهما بأنّهما إن لم يعيدوهم إلى السلطان لحضر بنفسه وأعادهم. فلم يجدا بدّا من إحضارهم.

وأنعم على بيبغا بإمرة عشرة فلم يمتّع بها ومات من السنة في [ ... ] فاشتدّ حزن السلطان وأسفه عليه لشدّة غرامه به، ونزل بنفسه من قلعة الجبل

حتى رتّب له تربة، وتقدّم إلى وكيله شهاب الدين أحمد بن عليّ بن عبادة بعمارتها من ماله. فلمّا كملت جعل عليها عدّة أوقاف للقرّاء والفقهاء والمؤذّنين وغيرهم من أرباب الوظائف بها، وهي باقية إلى يومنا.

١٠٠٧ - بيبغا تتر حارس الطير [- بعد ٧٦٠] (٢)

[٣١٩ ب] بيبغا تتر، الأمير سيف الدين، عرف بحارس الطير، أحد المماليك الناصريّة محمد بن قلاوون.

تنقّل في الخدم حتى صار أحد أمراء الألوف في أيّام الكامل شعبان بن محمد بن قلاوون على إقطاع طرنطاي البجمقدار لمّا أخرج لنيابة حمص في ربيع الآخر سنة ستّ وأربعين وسبعمائة.

ثمّ ولّاه الناصر حسن نيابة السلطنة في يوم [السبت ثامن] (٣) ذي القعدة سنة إحدى وخمسين عوضا عن بيبغا أروس (٤)، وقد توجّه إلى الحجّ.

فلمّا خلع حسن بأخيه الصالح صالح عزله عن النيابة بالأمير قبلاي وأخرج إلى نيابة غزّة [ ... ].

مات بطّالا بطرابلس بعد سنة ستّين.


(١) في السلوك ٢/ ٣٥ و ٣٧ اسمه يلبغا. وفي النجوم ٩/ ١٨٥: بيبغا كما هنا. وفي الخطط ٣/ ١٦٨ و ٤/ ٣٢٠: يلبغا أيضا. وتراجم الياء مفقودة من المقفّى.
ولم يرد ذكر بيبغا بالباء في السلوك ولا في الخطط.
وقد اعتبر ناشر النجوم ٩/ ١٨٥ هامش ٣ قراءة يلبغا في أحد الأصلين تصحيفا، ولعلّها هي القراءة الصحيحة إذا اعتمدنا الخطط والسلوك.
(٢) في النجوم ٩/ ١٧١: يلبغا حارس طير الناصر، فالتردّد بين بيبغا ويلبغا متواصل: بيبغا ططر في النجوم ١٠/ ١٦٨، ١٩٠، ٢٢٠ و ٢٦٢. وكذلك في السلوك ج ٢ في مواضع كثيرة، مع تأرجح بين ططر بالطاء وتتر بالتاء.
وفي الوافي ١٠/ ٣٥٨ (٤٨٥٢): بيبغا تتر، وكذلك في أعيان العصر ٢/ ٩٥ (٥٠٥)؛ والدرر ١٨٨٦.
(٣) الإكمال من النجوم ١٠/ ٢٢٠.
(٤) تأتي ترجمته بعد هذه.

<<  <  ج: ص:  >  >>