للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٢٣٦ - الشهاب الطوسيّ [٥٢٢ - ٥٩٦] (١)

[٧٤ ب] محمد بن محمود بن محمد بن أحمد، شهاب الدين، أبو الفتح، ابن أبي نصر، ابن أبي الفتح، الاستراباديّ، الطوسيّ، الشافعيّ، الواعظ.

ولد بطوس يوم الجمعة تاسع عشر ذي الحجّة سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة.

سمع أبا سعد محمد بن أحمد النوقاني. وقرأ الفقه على محمد بن يحيى النيسابوريّ، وأبي الفتح محمد بن الفضل الماشكي الطوسيّ، وصار من أئمّة الفقهاء على مذهب الشافعيّ، مليح الوعظ، حلو العبارة فصيحا.

وقدم بغداد في شوّال سنة سبع وستّين وخمسمائة فجلس للوعظ فلم يصادف قبولا.

فتوجّه إلى الشام، ودخل مصر مع الملك العزيز عثمان، واستوطنها بقيّة عمره. وصادف بها القبول التامّ من الملوك والخواصّ والعوامّ. وعاش بها مكرّما، وقيل له: علّامة خراسان، ومفتي الزمان.

روى عن أبي الوقت عبد الأوّل. قال الحافظ رشيد الدين أبو الحسين يحيى بن علي القرشيّ في حقّه: الفقيه المفتي. قدم علينا مصر فنشر بها العلم وتفقّه عليه جماعة كثيرة، ووعظ وذكّر وانتفع الناس به، وكان رئيس العلماء في وقته معظّما عند الخاصّة والعامّة، وعليه مدار الفتوى في مذهب الإمام الشافعيّ. درس عليه أبو الحسن عليّ بن هبة الله المذهب والخلاف والأصول، وكتب له خطّه بالفتوى، وألبسه الطيلسان. ودرّس بمنازل العزّ يوم الاثنين سابع شوّال سنة تسع وسبعين وخمسمائة.

ومات بمصر حادي عشرين ذي القعدة سنة ستّ وتسعين وخمسمائة. وصلّى عليه صهره قاضي القضاة صدر الدين عبد الملك ابن درباس وحمله أولاد السلطان على رقابهم، وشهد جنازته الملك العادل أبو بكر بن أيّوب في موكبه. وكان الجمع عظيما.

وحكى الحسام ابن منقذ أنّه كان عند العضد بن منقذ جدّه ليلا، فجاءه رسول الملك العادل وقال له: تسير إلى مصر لتسأل إن كان قد مات الفقيه شهاب الدين (قال): فقيل للرسول: ما أوجب ذلك؟

فقال: كان الملك العادل نائما في هذه الساعة فانتبه وقال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلم وقال لي: جئت أصلّي على الفقيه شهاب الدين.

وذكر الفقيه برهان الدين إبراهيم، ابن الفقيه نصر، أنّ أصحاب شهاب الدين حضروا نعشه قاصدين منع بعض الرؤساء من التقدّم للصلاة عليه للمخالفة للمذهب في الأصول.

٣٢٣٧ - الملك المنصور صاحب حماة [٦٣٢ - ٦٨٣] (٢)

[٧٥ أ] محمد بن محمود بن محمد بن عمر بن


(١) الوافي ٥/ ٩ (١٩٦٢)، السبكي ٦/ ٣٩٦، المنذريّ ١/ ٣٦٤ (٥٥١)، أعلام النبلاء ٢١/ ٣٨٧ (١٩٥).
(٢) الأعلام ٧/ ٣٠٨، الوافي ٥/ ١١ (١٩٦٦)، وبالمقارنة مع ترجمة جدّه محمد بن عمر رقم ٢٩٠٢، ومع جدول الأيّوبيّين بدائرة المعارف الإسلاميّة ١/ ٧٢٨ (وهو يحتاج إلى إصلاح) يكون ترتيب أصحاب حماة الأيّوبيّين على النحو التالي:
١ - أبو الملوك نجم الدين أيّوب، أبو الشكر، الملك الأفضل (ت ٥٦٨). انظر أعلام الزركليّ ١/ ٣٦١.
٢ - نور الدين والدولة شاهنشاه (ت ٥٤٣)، أخو صلاح الدين يوسف (ت ٥٨٩). الأعلام ٣/ ٢٢٤.
٣ - تقيّ الدين أبو سعيد عمر الملك المظفّر (ت ٥٨٧). الأعلام ٥/ ٢٠٦.-

<<  <  ج: ص:  >  >>