للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فلم نلحن. ولحنّا في الأعمال فلم نعرب.

وعنه أنّه قال: أعزّ الأشياء أخ في الله يؤنس به، ودرهم من حلال، وكلمة حقّ عند سلطان.

وقال خلف بن تميم: سمعته ينشد [البسيط]:

أرى أناسا بأدنى الدين قد قنعوا ... ولا أراهم رضوا في العيش بالدون

فاستغن بالله عن دنيا الملوك كما ... استغنى الملوك بدنياهم عن الدين

وقال أبو عبد الله الجوزجاني: غزا إبراهيم في البحر. فقدم أصحابنا فأخبروني أنّه اختلف في الليلة التي توفيّ فيها إلى الخلاء خمسا وعشرين مرّة، كلّ ذلك يجدّد الوضوء للصلاة. فلمّا أحسّ بالموت قال: [١٠ أ] أوتروا لي قوسي- وقبض على قوسه. فقبض الله روحه، والقوس في يده. فدفنّاه في بعض جزائر البحر في بلاد الروم.

[[وفاته]]

وعن البخاري قال: مات إبراهيم بن أدهم سنة إحدى وستّين ومائة، ودفن بحصن ببلاد الروم.

وقال أبو داود: سمعت أبا بويه الربيع بن نافع يقول: مات إبراهيم بن أدهم سنة ثمانين ومائة، ودفن على ساحل البحر.

وقال أبو سعيد بن يونس: مات سنة اثنتين وستّين ومائة. وقيل: سنة ثلاث وستّين.

وقال ابن عساكر: والمحفوظ أنّه مات سنة اثنتين وستّين ومائة.

وقال منصور بن سليم (١): توفيّ بالبحرين،

وحمل إلى صور فدفن هناسك.

ويذكر عنه أنه كان قاعدا في مشرفة بدمشق، فمرّ رجل على بغلة فقال: يا أبا إسحاق، إنّ لي إليك حاجة أحبّ أن تقضيها.

فقال: إن أمكنني قضيتها، وإلّا أخبرتك بعذري.

فقال له: إنّ برد الشام لشديد، وأنا أريد أن أبدل ثوبيك هذين بثوبين جديدين.

فقال: إن كنت غنيّا قبلت منك. وإن كنت فقيرا لم أقبل منك.

فقال الرجل: أنا والله كثير المال كثير الضياع.

فقال له إبراهيم: فأين أراك تغدو وتروح على بغلتك؟

قال: أعطي هذا وآخذ من هذا، وأستوفي من هذا.

فقال إبراهيم: قم، فإنّك فقير، تبتغي الزيادة بجهدك.

وقال إبراهيم بن بشّار الطويل: سألت إبراهيم بن أدهم، قلت: يا أبا إسحاق، كيف كان أوائل أمرك حتّى صرت إلى ما صرت إليه؟

قال: غير هذا أولى بك من هذا.

قلت: هو كما تقول، رحمك الله، لعلّ الله ينفعنا به يوما.

ثم سألته الثانية. قال: لا، ويحك! اشتغل بالله!

فقلت له الثالثة: إن رأيت رحمك الله، لعلّ الله ينفعني به يوما ما.

[مبدأ تجرّده]:

قال: كان أبي من ملوك خراسان، وكان من المياسير. وكان قد حبّب إليّ الصيد. فبينا أنا راكب فرسي، وكلبي معي، رأيت ثعلبا، أو أرنبا- شكّ إبراهيم- فحرّكت فرسي، فسمعت نداء [من ورائي]:

يا إبراهيم، ليس لهذا خلقت ولا بهذا أمرت.


(١) منصور بن سليم ابن العماد وابن العماديّة (ت ٦٧٣) له تاريخ الإسكندريّة ينقل عنه المقريزيّ كثيرا. كحّالة ١٣/ ١٤. الزركليّ ٨/ ٢٣٨. وانظر ١/ ٢٧/ هـ ٢ و ٢/ ١٧ هـ ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>