للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يقايس فيه فأنكره عليه وقال: هذا كلام مولى بني تميم- يعني عمرو بن عبيد.

[[ضرب أبي جعفر قبل الخلافة]]

ولمّا خرج عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب على عبد الله بن عمر بن عبد العزيز عامل يزيد بن الوليد بن عبد الملك، سار إليه أبو جعفر فيمن أتاه من بني هاشم فولاه إيذج من الأهواز فأخذه سليمان بن حبيب بن المهلّب بن أبي صفرة عامل عبد الله بن عمر على الأهواز فحبسه وشتمه ومن هو منه وضربه وأراد قتله، فقال له سفيان بن معاوية (١) ويزيد بن حاتم:

«إنّما أفلتنا من بني أميّة بالأمس. أفتريد أن يكون لبني هاشم عندنا دم؟ فخلّى سبيله. فصار إلى عمرو بن عبيد وأقام عنده. ثم سار مستترا إلى الحميمة. ويقال إنّه مرّ بالزوابي فسأل نوبخت المنجّم عمّا تؤول إليه حاله في وجهه وفيما بعد ذلك، فقال نوبخت: «سيصير إليك ملك العرب.

وأمّا وجهك فسينالك مكروه». وكان من أمره مع سليمان ما كان من ضربه أسواطا يقال إنّها قدر ستّين سوطا.

وقدم مصر هو وأخوه أبو العبّاس عبد الله بن محمد السفّاح، وعمّهما عبد الله بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس قبل استخلافه.

وسار مع أخيه من الحميمة إلى الكوفة فاختفيا بها في بني أود، ومعهما طائفة من أهل بيتهما، حتى كان من ظهور أخيه أبي العبّاس السفّاح ومبايعته بالخلافة ما كان، على ما ذكر في ترجمته من هذا الكتاب. [ف] رأى أبو العبّاس توجيهه إلى واسط لمحاربة يزيد بن عمر بن هبيرة، وقد بعث إلى قتاله أبو سلمة حفص بن سلمة الخلّال وزير

آل البيت، بالحسن بن قحطبة قبل ظهور أبي العبّاس. فكان في نفوس قوم من أهل خراسان على الحسن أشياء فكرهوه، وسألوا أبا العبّاس أن يوجّه رجلا من أهل بيته ليسكنوا إليه ويقاتلوا معه.

فلمّا قدم أبو جعفر واسط تحرّك له الحسن بن قحطبة عن مضربه فقاتل أهل الشام أصحاب ابن هبيرة فهزمهم. وثبت معن بن زائدة الشيبانيّ وقاتل، وترجّل أبو نصر مالك بن الهيثم، ثم افترقوا. ومكثوا أيّاما. فخرج معن بن زائدة ومحمد بن نباتة بن حنظلة فقاتلا بمن معهما أهل خراسان فهزمهم إلى دجلة. فقال لهم أبو نصر:

«يا أهل خراسان، ويلكم! إلى أين تفرّون؟ إنّ [٨٤ ب] الموت بالسيف خير منه غرقا! » فثابوا وحملوا فهزموا أهل الشام، فكانوا على ذلك أحد عشر شهرا.

فلمّا طال عليهم الحصار وجاءهم قتل مروان ببوصير من أرض مصر، أتاهم إسماعيل بن عبد الله القسريّ فقال: «علام تقتلون أنفسكم؟ قد قتل مروان».

فطلب معن بن زائدة الأمان فأمّنه أبو جعفر.

[[قتل ابن هبيرة]]

ثم طلب ابن هبيرة (١*) الأمان فأمّنه أيضا. وكتب كتابا وشرط عليه أنّه إن نكث أو غدر فلا أمان له.

وكان مقيما بواسط يغدو ويروح إلى أبي جعفر في جماعة كبيرة يتغدّى عنده ويتعشّى إذا حضر في وقت غدائه وعشائه، وهو في ذلك يدسّ إلى محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن بن عليّ بن أبي طالب، ويهمّ بالدعاء له وخلع أبي العبّاس (٢*).

فكتب أبو العبّاس إلى أبي جعفر يأمره بقتله فأبى


(١) سفيان بن معاوية بن يزيد بن المهلّب.
(١*) ابن هبيرة: وفيات ٦/ ٣١٣ - الطبري ٢/ ١٩٤١ - العيون والحدائق ٢٠٨. المعارف ٥٧١ - الكامل ٤/ ٣٣٦.
(٢*) يكرّر المقرزي ما كتبه في ترجمة السفّاح السابقة لهذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>