للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من هذا الحلف إلّا أنّ عبد الله بن الزبير (١) ادّعاه لبني أسد في الإسلام.

[و] ذكر الواقدي وغيره أنّ محمد بن جبير بن مطعم حدّث عن أبيه جبير بن مطعم أنّه دخل على عبد الملك بن مروان فسأله عن حلف الفضول فقال: أمّا أنا وأنت يا أمير المؤمنين فلسنا فيه.

فقال: صدقت. والله إنّي لأعرفك بالصدق.

فقال: إنّ ابن الزبير يدّعيه.

قال: ذلك هو الباطل.

[[وجه آخر لتسميته]]

وقيل: إنّه سمّي بذلك لأنّهم قالوا: لا ندع لأحد عندنا وعند أحد فضلا.

والصحيح أنّ قوما من جرهم يقال لهم فضيل وفضالة وفضال ومفضل تحالفوا على مثل هذا في أيّامهم. فلمّا تحالفت قريش بهذا الحلف سمّوا بذلك.

وذكر الزبير بن بكّار أنّ معاوية بن أبي سفيان قال لرجل قد أدرك حرب عكاظ: من أين تعادّ القوم لخروجهم إلى عكاظ؟

قال: من دار ابن جدعان.

قال: فمن أين أخرجت السلاح؟

قال: من دار ابن جدعان.

قال: فمن أطعم الناس؟

قال: ابن جدعان.

قال: ما أسمع الأمر كلّه إلّا لابن جدعان.

(قال) قال أميّة بن أبي الصلت في عبد الله بن جدعان [الكامل]:

زعم ابن جدعان وليس بكاذب ... لينفعن مائة سلاحا كاملا (١*)

ولينحرن في دار كلّ إقامة ... عشرا ويطعم ذا العيال العائلا

نعم الفتى وابن العشيرة، إنّه ... يعطي الجزيل ولا يكدّ السّائلا

وقيل: إنّ قائلها شبيب بن مهان الليثيّ يمدح عبد الله بن جدعان، وقد كان سلّح مائة رجل من بني كنانة يوم عكاظ وحملهم- وكان على بني تيم يوم عكاظ.

[[خبر الجرادتين]]

وقال ابن الكلبيّ: كانت لابن جدعان أمتان يسمّيهما «الجرادتين» تغنّيان في الجاهليّة وسمّاهما جرادتي عاد. فوهبهما لأميّة بن أبي الصلت الثقفيّ، وكان قد امتدحه. وكان ابن جدعان سيّدا جوادا فرأى أميّة ينظر إليهما، وهو عنده، فأعطاه إيّاهما.

وروى أبو بكر ابن أبي شيبة: ثنا حفص بن غيّاث عن داود عن الشعبيّ عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت لرسول الله: إنّ ابن جدعان كان في الجاهليّة يصل الرحم ويطعم المسكين [١٩٤ ب]، فهل ذلك نافعه؟

قال: لا. إنّه لم يقل يوما: ربّ اغفر لي خطيئتي يوم الدين.

وذكر أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال يوم بدر: لو كان أبو زهير- يعني عبد الله بن جدعان أو مطعم بن عديّ- حيّا فاستوهبهم لوهبتهم له.

وذكر الزبير بن بكّار قال: قدم أميّة بن أبي الصلت على عبد الله بن جدعان. فلمّا دخل عليه قال له عبد الله: أمر ما أتى بك؟


(١) لأنّ العوّام ابن خويلد بن أسد ...
(١*) في المخطوط: ليقنعن، ولم نفهمها ولعلّها ليسلّحن.

<<  <  ج: ص:  >  >>