للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عجزا عن مقاومتهما. فكانت إمارته سنتين تنقص أربعة عشر يوما، ففارقه القوّاد فاستتر خوفا على نفسه، واستقرّ بجكم أمير الأمراء عوضا عنه، وسار بالراضي إلى الموصل وديار ربيعة لقتال ناصر الدولة [ ... ] ابن حمدان لتأخيره المال الذي عليه من ضمان [٢٤٨ ب] البلاد. وكان مع الراضي جماعة من القرامطة، فانصرفوا عنه إلى بغداد وقد سار بجكم للقتال، وكان ابن رائق يكاتبهم. فلمّا بلغوا بغداد ظهر من استتاره واستولى على بغداد في أوائل سنة سبع وعشرين.

وبلغ الخبر الراضي، فكتب إلى بجكم وقد استولى على نصيبين وديار ربيعة، فقلق. وتسلّل أصحابه إلى بغداد، فبعث ابن رائق أبا جعفر محمّد بن يحيى بن شيرزاد يلتمس الصلح.

فأجيب إليه وقلّد طريق الفرات وحرّان والرّها وجند قنّسرين، والعواصم. فسار إلى ولايته من بغداد، ودخل الراضي وبجكم إليها في تاسع ربيع الآخر منها. ودخل ابن رائق دمشق في ذي الحجّة بعد ما استولى على البلاد وأخرج بدر [ا] الإخشيديّ من دمشق، وأقام بها أشهرا. ثمّ استخلف عليها محمّد بن يزداد، وتوجّه إلى الرملة وقصد مصر.

فلقيه الأمير أبو بكر محمّد بن طغج الإخشيد بالعريش وحاربه، فانهزم الإخشيد، وأخذ أصحاب ابن رائق في نهب ما معه، ونزلوا في مخيّمه. فخرج عليهم كمين للإخشيد وقد اطمأنّوا فأوقع بهم وهزمهم، ونجا ابن رائق في سبعين رجلا إلى دمشق، فدخلها وهو على أقبح صورة، وتبعه أبو نصر أخو الإخشيد على جيش كثيف، فخرج إليه وواقعه في رابع ذي الحجّة سنة ثمان وعشرين [وثلاثمائة] وهزم جيشه وقتله. ثمّ كفّنه وحمله إلى أخيه الإخشيد بمصر مع ابنه مزاحم ابن محمّد بن رائق. وكتب معه كتابا يعزّيه عن أخيه ويعتذر ممّا جرى ويحلف أنّه ما أراد قتله، وأنّه قد أنفذ ابنه ليفديه به إن أحبّ ذلك. فتلقّى الإخشيد مزاحما بالجميل وخلع عليه وردّه إلى أبيه.

واصطلحا على أن تكون الرملة وما وراءها إلى مصر للإخشيد، وباقي الشام لابن رائق، ويحمل إليه الإخشيد عن الرملة في كلّ سنة مائة ألف دينار وأربعين ألف دينار.

فلمّا مات الراضي بالله أبو العبّاس أحمد في ربيع الأوّل سنة تسع وعشرين، وبويع المتّقي لله أبو إسحاق إبراهيم بن جعفر المقتدر، وقتل أمير الأمراء بجكم لأربع بقين من رجب، واستولى أبو عبد الله البريديّ على بغداد في رمضان، وكثرت الفتن وعظم الخلاف، وتعنّت الأجناد، عاد البريديّ إلى واسط. وسارت الأتراك البجكميّة إلى ابن رائق، وفيهم من القوّاد طوزون وجخجخ ونوثرتكين وصبعون، وأطمعوه في العراق. ثمّ وصل إليه كتاب المتّقي يستدعيه. فاستخلف على الشام أبا الحسن أحمد بن عليّ بن مقاتل [ ... ] (١).

[محمّد بن سعيد]

٢٢٥٧ - محمّد بن سعيد القرطبيّ [٣٥٢ - بعد ٤١٨] (٢)

محمّد بن سعيد بن إسحاق بن يوسف، أبو عبد الله، الأمويّ.

سكن قرطبة، وأصله من لبلة. قدم مصر وحجّ. فسمع من أبي محمّد ابن أبي زيد ولازمه.

وأخذ عن القابسيّ، وجماعة من علماء مصر والحجاز.

ومولده سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. ورحلته


(١) تقف الترجمة هنا، والبقيّة ضاعت مع ورقتها.
(٢) نفخ ٢/ ١٤٠ (٨٥)، الصلة ٤٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>