للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٤٧٤ - أبو عبد الله البوصيريّ [٥٥٩ - ٦٣٠] (١)

محمد بن هبة الله بن عليّ بن مسعود بن ثابت بن هاشم بن غالب بن تابت، أبو عبد الله، ابن أبي القاسم، الأنصاريّ، الخزرجيّ، البوصيريّ.

ولد سنة تسع وخمسين وخمسمائة تخمينا.

وسمع من أبيه ومن السلفيّ، وحدّث. وكان شيخا حسنا، ظاهر العدالة.

توفّي بمصر في أواخر شهر ربيع الآخر سنة ثلاثين وستّمائة.

٣٤٧٥ - القاضي ابن ميسّر القيسرانيّ [- ٥٣١] (٢)

[١٩١ أ] محمد بن هبة الله بن ميسّر، القيسرانيّ، القاضي الأمين، ثقة الدولة، سناء الملك، شرف الأحكام، قاضي القضاة، عمدة أمير المؤمنين، أبو عبد الله، ابن أبي الفرج.

قدم مع أبيه من قيساريّة، وهو صغير، في أيّام أمير الجيوش بدر الجماليّ. وولي أبوه خطابة جامع عمرو بن العاصي بمصر، وكان من أرباب اليسار.

فلمّا مات أبو الحجّاج يوسف بن أيّوب بن إسماعيل المغربيّ، قلّد الآمر بأحكام الله أبا عبد الله هذا قضاء القضاة بديار مصر بعده، في ذي الحجّة سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة، ورتّب مشارفا على ثقة الدولة ابن أبي الردّاد في قياس الماء، وعمارة المقياس و [عمل] مصالحه. فبقي

مستمرّا فيها إلى أن قتل، فلم ينظر بعده أحد على هذه الجهة، وانفرد ابن أبي الردّاد، وأطلق له كلّ سنة مائة قنطار جير لعمارة المقياس.

وواصل الملازمة والدءوب، وتوفّر على الانتصاب للجلوس، واعتمد التثبّت في الأحكام والتصبّر على الخصوم، وعدّل جماعة كثيرة، مستكثرا من البياض والوجوه، فصار للقاهرة ومصر بذلك جمال، وللمسلمين انتفاع. وبلغت عدّة الشهود في أيّامه زيادة على مائة وعشرين، ولم تبلغ عدّتهم قبله ثلاثين. وردّت إليه أيضا المظالم، فاستوضح أحوال المعتقلين وطالع بها حضرة أمير المؤمنين الآمر بأحكام الله، وكان منهم جماعة قد قنطت نفوسهم من الخلاص وساءت ظنونهم، فلا يتوقّعون لعقدتهم انحلالا، فاستخرج أمر [الخليفة] بالإفراج عنهم، وأنهى أيضا إلى الآمر عن أحوال التجّار [فكتبت] مناشير في معناهم تليت على المنابر وصف فيها ابن ميسّر وشكر.

ولمّا ولد للآمر ولد ذكر في سنة أربع وعشرين [وخمسمائة]، وأحضر الكبش ليذبح في عقيقته (٣)، شرف ابن ميسّر بحمل المولود حتّى عقّ عنه بحضرة الآمر ونثرت عليه الدنانير، وكان يوما مشهودا.

ولم يزل إلى أن قتل الآمر (٤) وبويع من بعده الحافظ لدين الله أبو الميمون عبد المجيد بن محمد، [ف] تولّى قراءة السجلّ الذي كتب بمبايعته، وهو على كرسيّ تجاه الحافظ، بحضور أرباب الدولة.

ثمّ صرف في يوم الثلاثاء أوّل ربيع الأوّل سنة


(١) المنذريّ ٣/ ٣٣٩ (٢٤٦٢).
(٢) أخبار مصر لابن ميسّر محمد بن عليّ (ت ٦٧٧)، نشر ماسّي ٧٠، ويسمّيه القيروانيّ عوض القيسرانيّ.
(٣) أخبار مصر ٧٢، والعقيقة احتفال باليوم السابع من الولادة فيحلق شعر المولود وتذبح الضحيّة.
(٤) قتل الآمر يوم الثلاثاء ٢ ذي القعدة سنة ٥٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>