للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال له: حسبك! في هذا كفاية- ولم يسمع تتمّة القصيدة استحسانا للبيت، وظلّ يومه كلّه ينشده ويترنّم به، وأجزل جائزته. وهي كلّها طنّانة، قد ذكرتها عند المدرسة المنصوريّة في كتاب الاعتبار بذكر الخطط والآثار. وقد أورد الصفديّ هذا البيت في ترجمة عثمان بن سعيد بن لؤلؤ (١)، وإنّما هو للبوصيريّ.

وله فيه أخرى، أوّلها [الطويل]:

جوارك من جور الزمان يجير ... وبشرك للراجي نداك بشير

ومنها في وصف ذلك [البناء]:

بنى ما بنى كسرى، وما قلب مؤمن ... يباهي به فيما بناه كفور (٢)

وكان له صديق من الكتّاب يعرف بالأكرام الحشّاء، له عبد حبشيّ مليح الصورة، وكان شخص يعرف بسليمان المفتّش يحبّ ذلك العبد. فحذّره البوصيريّ من سليمان المذكور، وقال له ما بلغه من حبّه للعبد.

فقال له: أنا عبدي شيطان، ما أخاف عليه.

فقال [البسيط]:

كم قلت للأكرم الحشّاء أنصحه ... بأنّ عبدك محتاج للقّان (٣)

فقال: عبدي عفريت، فقلت له ... إنّي أخاف عليه من سليمان

وبات ليلة بالقرافة في رفقة فيهم رجل اسمه مسافر، فدبّ ليلا على صبيّ [٢٥٢ ب] اسمه النجم، فقال [السريع]:

مسافر سارت أحاديثه ... ما بين كلّ العرب والعجم

سرى على النجم، ولا غرو في ... مسافر يسري على النجم

وحكي أنّه كان قليل المعرفة بصناعة الكتابة، وكان يباشرها ويبغض طائفة الكتّاب، ويضطرّ إلى أن يعاشرها، ولا يزال رزقه مقتّرا، ويرى الكتّاب في النعم يتقلّبون، فقال [الوافر]:

نقدت طوائف المستخدمينا ... فلم أر فيهم رجلا أمينا (٤)

وهي طويلة.

٢٢٦٣ - ابن حمدون المصريّ [- ٣٣١]

محمّد بن سعيد بن حمدون، أبو عبد الله، المصريّ.

حدّث ومات بمصر سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.

٢٢٦٤ - ابن السريّ القرطبيّ [- ٤٠٣] (٥)

محمّد بن سعيد بن السريّ، أبو عبد الله، الأمويّ، الحرّار، القرطبيّ.

قدم مصر، وسمع أبا عبد الله البلخيّ، وعليّ بن الحسين الأزديّ، القاضي، ومحمّد بن موسى النقّاش، والحسن بن رشيق. وله كتاب


(١) عثمان بن سعيد بن لؤلؤ أو: ابن تولوا (ت ٦٨٥): كحّالة ٦/ ٢٥٤. ليس في الوافي. والبيت الذي نسبه إليه الصفدي هو مطلع النونية السابق الذكر.
أما الأبيات التي ذكرها المقريزي في الخطط ٢/ ٤٠٨ فهي سبعة من الرأنية التي ينقل منها هنا بيتين.
(٢) في الديوان ٩٦:
...... وعاد وتبّع ... وليس سواء مؤمن وكفور
(٣) الديوان ٢٣٣.
(٤) الديوان ٢١٨ وفيه: ثكلت عوض نقدت.
(٥) الصلة ٤٦٤ (١٠٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>