للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يدخل وراءهما، فقال أوّل ما رآهما: من أين أنتما يا أخوي العرب؟

فقالا: من نجران.

فقال: أمن بلحرث أم من همدان؟

قالا: لا، ولكن من خيرة أهلها.

قال: وممّن؟

قالا: من بني عامر بن صعصعة.

قال: وما أسقطكما هذا البلد وأخرجكما في هذه المهنة؟

قالا: حطّمنا ولم يكن لنا مال، فدفعنا في الأرض نتضيّف العرب حتى صرنا إلى الأعاجم، فإذا قوم لا يعرفون يقرون الضيف فاعتملنا ما نحسن.

فأقاما قريب سنة لا يجدان معه غرّة حتى خلا الموضع يوما ودخل ليهريق الماء في بعض تلك البيوت. فاقتحم عليه الأكبر منهما- وهو محمد بن عمرو- بمدية معه كان يخفيها، فنثر بها حشوته (١)، وأومأ إلى أخيه، فخرجا واختفيا عند بعض من كانا يثقان به من اليمانيّة [١٩٥ ب] وقتا حتى سكن الطلب. ثم خرجا وقصدا الشام فوصلا ببعض آل حوشب ذي ظليم، وكتب لهما إلى مصر فركبا من القلزم حتى أتيا عدن. فلقيهما وجوه اليمانيّة، وتوّج محمد بن عمرو، وضربت به العرب المثل، كما ضربت بقصير (٢).

وقال محمد بن عمرو في قتل معن بن زائدة، من كلمة [الطويل]:

خرجت له، والقلب منى كأنّما ... تجيش حواشيه بنار تضرّم

حللت به وتري، ولم أك جانيا ... وكان فؤادي حرّه يتجحّم

ضربت به تحت الشراسيف ضربة ... وأخرى على رأس الفؤاد تهذرم (٣)

فهذا بما قدّمت معن، ولم أكن ... لأقعد أو تمسي لحاما تقسّم

وفيه يقول حباب بن عمرو المراديّ [البسيط]:

إنّ ابن عمرو أخا الغارات نازعه ... سيف حسام وقلب لم يكن جزعا

خاض البلاد، ولم ينظر لعاقبة ... فأدرك الثأر فيما نال وارتفعا

ما زال يطوي الفيافي موجعا كمدا ... وصنوه معه يهوي وما هلعا

حتّى سما للعلا يوما فأدركها ... فنال عزّا وأمسى مجده سطعا

٢٩٤٦ - أبو جعفر الجعفيّ [- ٢٣٠]

محمد بن عمرو بن عثمان بن سعيد بن مسلم، أبو جعفر، الجعفيّ، الكوفيّ.

يروي عن ضمّام بن إسماعيل وغيره. روى عنه أبو بشر إسماعيل بن عبد الله الأصبهانيّ. قدم مصر.

ومات أوّل سنة ثلاثين ومائتين. قاله ابن يونس.

٢٩٤٧ - محمد بن عمرو السرحيّ (٤)

محمد بن عمرو بن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح، العامريّ، السرحيّ.

روى عنه سعيد بن زيد المدينيّ.


(١) الحشوة بالفتح والكسر: الأمعاء.
(٢) في المثل: لأمر جذع قصير أزفه.
(٣) الشرسوف: طرف الأضلاع ممّا يلي البطن، وهذرم:
أسرع في الكلام.
(٤) لسنا واثقين من تميّز هذا المترجم عن سابقه أبي أحيحة السرحي رقم ٢٩٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>