للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يزيد- وأمره أن يقرأ كتابه على الناس.

وكتب كتابا آخر، وسلّمهما إلى ناعضة [الكلبيّ] (١)، وقال له: إن قرأ كتابي على الناس، وإلّا فاقرأ هذا عليهم- وكتب إلى بني أميّة أن يحضروا ذلك.

فقدم ناعضة فلدفع كتاب الضحّاك إليه، وكتاب بني أميّة إليهم.

فلمّا كان يوم الجمعة صعد الضحّاك المنبر، فقال له ناعضة: اقرأ كتاب حسّان على الناس.

فقال له: اجلس!

فقام إليه الثانية والثالثة، وهو يقول: اجلس!

فأخرج ناعضة الكتاب وقرأه على الناس. فقال الوليد بن عتبة بن أبي سفيان: صدق حسّان وكذب ابن الزبير- وشتمه.

وقام يزيد بن أبي النمش (٢) الغسّانيّ، وسفيان بن الأبرد الكلبيّ فصدّقا حسّانا وشتما ابن الزبير.

وقام عمرو بن يزيد الحكميّ فشتم حسانا وأثنى على يزيد بن معاوية، واضطرب الناس وثار بعضهم بعمرو وضربه، وقام خالد بن يزيد بن معاوية، فصعد مرقاتين من المنبر، فسكت الناس، ونزل الضحّاك [٥٣١ ب] فصلّى الجمعة ودخل القصر.

فجاءت كلب وأخرجوا سفيان بن الأبرد، وجاءت غسّان فأخرجوا يزيد بن أبي النمش، وخالد وعبد الله ابني يزيد [٣٤٣ أ] بن معاوية في أخوالهما من كلب، فأخرجوا الوليد بن عتبة.

وخرج الضحّاك فجلس بالمسجد وذكر يزيد بن

معاوية وشتمه، فثار به شابّ من كلب وضربه بعصا، وكانت فتنة: فقيس تدعو إلى ابن الزبير ونصرة الضحّاك، وكلب تدعو إلى بني أميّة وبيعة خالد.

فدخل الضحّاك القصر وامتنع به حتّى خرج من الغد إلى صلاة الفجر، وبعث إلى بني أميّة يعتذر إليهم، وأنّه لا يريد ما يكرهون. وأمرهم أن يكتبوا إلى حسّان- ويكتب معهم- ليسير من الأردنّ إلى الجابية، ويسيرون من دمشق إليها ليبايعوا رجلا منهم.

فكتبوا إلى حسّان، وسار الضحّاك وبنو أميّة نحو الجابية. فأتاه ثور بن معن فقال: يا ضحّاك، دعوتنا إلى ابن الزبير فبايعناك على ذلك، وأنت تسير إلى هذا الأعرابيّ من كلب يستخلف ابن أخته خالد بن يزيد.

فقال: ما الرأي؟

قال: أن نظهر ما كنّا نكتم، وندعو إلى ابن الزبير.

فرجع الضحّاك بمن معه من الناس فنزل مرج راهط، ودمشق بيده. واجتمع حسّان وبنو أميّة وغيرهم بالجابية، فكان حسّان يصلّي بهم أربعين يوما، وهو يسلّم عليه فيها بالإمرة، والناس يتشاورون. فقام الحصين بن نمير، وروح بن زنباع في أمر مروان بن الحكم حتّى بويع بالخلافة.

فشهد معه حسّان مرج راهط، وقدم إلى مصر معه ثمّ مضى إلى الشام، وقام ببيعة عبد الملك بن مروان من بعد أبيه، وبيعة أخيه عبد العزيز من بعده حتّى تمّت.

فلمّا قام عبد الملك بعد موت أبيه مروان لزمه وقاتل معه عمرو بن سعيد الأشدق، فكان عمرو إذا خرج حميد بن حريث على الجبل، أخرج


(١) الزيادة من الطبري ٥/ ٥٢٥، وهو عنده ناغضة بالغين المعجمة.
(٢) عند الطبري بالسين المهملة.

<<  <  ج: ص:  >  >>