للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يفهم من ضعف يده، فاستثبت فيه فبيّنه، ثمّ قال ومات من يومه [الوافر]:

رأوا خطّي نحيلا فاستدلّوا ... به منّي على جسم نحيل

وقد قوّيت أسطره بجهدي ... ولكن ما استحال من الذبول (١)

وقال يرثي أبا الفضل جعفر بن فلاح لمّا قتل في حربه بدمشق [الكامل]:

أعزز عليّ بقتله ... لشبابه وأبوّته

قد كنت ذا خوف علي ... هـ لبطشه وجراءته

وجماله وكماله ... وحيائه ومروءته

وعطائه ووفائه ... وبهائه ورئاسته

٥ وجهاده لعداته ... وجميل وصف سياسته

حاو خصال الخير لم ... يمتنّ قطّ ولم يته

فاق المغارب جوده ... فعلا تعالي همّته

جاد الإله عليه في ال ... أخرى بسكنى جنّته (٢)

والقرمطي نسبة إلى قرمط، وهو حمدان بن الأشعث، وإنّما سمّي قرمطا لأنّه كان قصير

القامة، قصير الرجلين، وكان خطوه متقاربا. فقيل له من ذلك: قرمط.

وقيل: بل هو نسبة إلى مذهب يقال له القرمطة خارج عن مذاهب الإسلام.

وقيل: لأنّ صاحب الجمل وصاحب الخال القائمين ببلاد الشام كانا من قيس من بني عبادة بن عقيل من بني عامر، ثمّ من بني قرمطيّ بن جعفر بن عمرو بن المهنّا بن يزيد بن عبد الله بن يزيد بن قيس بن جوثة بن طهفة بن حزن بن عبادة بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان.

ولمّا نزل الحسن بن أحمد إلى الرملة أحضر إليه الفرّاشون في بعض الليالي الشموع، فقال لأبي نصر ابن كشاجم (٣)، وكان كاتبه: يا أبا نصر، ما يحضرك في صفة هذه الشموع؟

فقال: إنّما نحضر في مجلس السيّد لنسمع من كلامه ونستفيد من أدبه.

فقال الحسن بن أحمد في الحال بديها [المتقارب]:


(١) الفقرة مضطربة وكذلك البيتان، والإصلاح من الوافي بالوفيات (ترجمة الجنابي القرمطي رقم ٥٤٣ ج ١١/ ٣٧٣).
(٢) قراءة هذه الأبيات عسيرة جدا، وهي غير موجودة في ترجمات الأعصم الأخرى.
(٣) ابن كشاجم: أحمد بن محمود أبو نصر في اليتيمة ١/ ٢٨٥، وأبو الفرج في الترجمة التي خصّصها له المقريزي في المقفّى رقم ٦٣٣، وقد نشرها حبيب الزيات ص ١٨٢ من مجلة المشرق ١٩٣٧، فقال: إنّه كان عند كافور الإخشيدي ينادم ويتطرّف وكانت له موهبة: قراءة نقش الخواتم باللمس دون أن ينظر إلى فصوصها.
وهذه الترجمة تفيدنا أنّه انتقل بعد وفاة كافور إلى بلده وبلد أبيه الرملة فصادفه هناك الأعصم، فأصبح كاتبا له.
أمّا كشاجم أبوه، فقد عاش بالخصوص في بلاط سيف الدولة وتوفّي بين ٣٣٥ و ٣٥٨ (انظر دائرة المعارف الإسلاميّة في فصل «كشاجم»).

<<  <  ج: ص:  >  >>