للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تالله ما علقت محاسنه امرأ ... إلّا وعزّ على الورى استنقاذه

أغريت حبّك بالقلوب فأذعنت ... طوعا وقد أودى بها استحواذه

ما لي أتيت الحظّ من أبوابه ... جهدي فدام نفوره ولواذه؟

إيّاك من طمع المنى فعزيزه ... كذليله، وغنيّه شحّاذه

١٥ ذاليّة ابن دريد استهوى بها ... قوما غداة نبت به بغداذه (١)

دانوا لزخرف قوله فتفرّقت ... طمعا بهم صرعاه أو جذّاذه

من قدّر الرزق السني لك انّما ... قد كان ليس يضرّه إنفاذه

وقال [كامل]:

لا يسكن اللفظ البديع حلاوة ... حتى يكون ثناك من أركانه [١٩ ب]

ويظلّ بيت الشعر قفرا خاليا ... ما لم تكن بالمدح من سكّانه

وقال يعزّي الأفضل ابن أمير الجيوش بأخيه المظفّر، وهي طويلة [طويل]:

إذا كان عقبى ما يسوء التصبّر ... فتقديمه عند الرزيّة أجدر

وليس الشجاع النّدب من يضرب الطّلى ... دراكا ونار الحرب تذكى وتسعر

ولكنّه من يؤلم الثكل قلبه ... ويعرف أحداث الزمان فيصبر (١*)

لئن عظم الخطب الشديد محلّه ... فحكمك أعلى منه قدرا وأكبر

وبعض الذي يحويه صدرك همّة ... تضيق بها الدنيا جميعا وتصغر ٥

لقد زعزعت شمّ الجبال رزيّة ... ألمّت، ولكن طود حلمك أوقر

بعلمك تستهدي نفوس ذوي النّهى ... وأنت بما قال المعزّون أخبر

وحكم التعازي شيمة نبويّة ... وإلّا فمنك الحزم يبدو ويصدر (٢*)

وتوفي في المحرّم سنة تسع وعشرين وخمسمائة. وقال السلفي: في ذي الحجّة سنة ثماني وعشرين. قال ابن ميسّر: وأنا أعتقد أنّه وهم في ذلك.


(١) لم نجد لابن دريد في رويّ الذال إلّا أربعة أبيات من مربّعته المعروفة. ديوانه، نشر عمر بن سالم تونس ١٩٧٣ ص ٤٣.
(١*) في الخريدة ٢/ ٩: وتعروه.
(٢*) بعد هذه الأبيات بياض بنحو ١٥ سطرا كأنّ المقريزي كان ينوي إدراج مقطوعة أخرى للشاعر.

<<  <  ج: ص:  >  >>